رئيس التحرير
عصام كامل

ما لن يراه الإخوان فى محاكمة مرسى!


الشوشرة علي ما لا يرضيهم ولا يعجبهم هي لعبة الإخوان الأساسية.. يجيدونها منذ وجودهم علي مسرح السياسة المصرية.. تمرنوا عليها وتدربوا علي أصولها ويدركون تفاصيلها ويؤدون أركانها كما يقول الكتاب.. وهم كصناع الأصنام والتماثيل في عصر عبادتها.. يخلقونها ويعبدونها ولذلك فهم يكذبون ويكذبون ثم يصدقون ويصدقون ما صنعوه من أكاذيب.. لا تراهم ولن تراهم يتوقفون أبدا ويتحدثون مع أنفسهم ليتذكروا أن الكذبة التي يتداولونها من صنعهم ومن إنتاج عقولهم لا أكثر وليس أكثر..


ولذلك تراهم الآن يعتقدون ويصدقون أن محاكمة مرسي جاءت وبالا علي من يحاكمونه.. وأن سحر المحاكمة انقلب علي الساحر.. وأن مرسي اكتسب تعاطف العالم، بل إن شبكة "رصد" بالغت في الأمر إلي حد الجنون وقالت إن قيادات في الجيش ذهبوا إلي مرسي بعد المحاكمة سرا واعتذروا له وطلبوا منه العفو والسماح!!!!

هذا الخبل.. ليس جديدا ولن يكون قديما فهم يجددونه باستمرار وقدرتهم علي تطوير "المنتج" منه لا حدود له.. والخلاصة في محاكمة مرسي هي النتائج التالية وليس غيرها ولن يكون غيرها:

- مرسي الآن أمام القضاء الذي أهانه هو وتآمر عليه وحاول إخضاعه له!

- مرسي يحاكم فعليا ويتحول رسميا وأمام العالم إلي متهم.. يواجهه ممثلو الادعاء ويدافع عنه محامون ويفصل بينهم قاض ويتابع الجميع صحفيون وإعلاميون!

- صور مرسي الرسمية الآن هي صورته من خلف القضبان.. لا تغير ملابسه التي يرتديها من الأمر شيئا!

- شروط الخارج وخصوصا أمريكا فيما يخص مرسي هو توفير محاكمة ملائمة وعادلة له.. أما مرسي الرئيس فقد انتهي عندهم للأبد!

- الدولة المصرية هي من أدارت الملف كله.. تحدد موعد المحاكمة ومكانها.. وتغير مكانها في الوقت الذي تختاره.. لا ولم يفرض أحد عليها شيئا!

- القانون تم تطبيقه كما ينبغي.. ولم يعد مرسي إلي استراحته وإنما تحول إلي سجين ذهب بعد المحاكمة إلي حيث يذهب السجناء!

- الأمن المصري ينصب كمينا للإخوان حول المحاكمة ويقع الإخوان في الفخ فعلا ويعتدوا علي وسائل إعلام وإعلاميون وحطموا أدواتهم من كاميرات وسيارات.. فضاع علي الفور أي تعاطف - أي تعاطف - يكون قد استفاد منه مرسي!

- كل ما سبق تحكمت به الإدارة المصرية كما ينبغي.. ولم تخضع لأي ابتزاز من أي نوع.. وسربت منه ما أرادت ومنعت منه ما أرادت.. بغض النظر عن أنها سربت أفضل أو أسوأ ما لديها فالعبرة - في هذه اللحظة - بقدرتها علي التحكم وليس بسوء تقدير وذوق بعض أفرادها.
الجريدة الرسمية