رئيس التحرير
عصام كامل

الأردن: المشروع النووي يواجه تحديات داخلية وخارجية

الدكتور خالد طوقان
الدكتور خالد طوقان

أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان على أن المشروع النووي الأردني يواجه تحديات داخلية وخارجية ويجب العمل على تجاوزها نظرا لأهميته بالنسبة للمملكة..منوها بأن الحكومة لديها خطة مدتها عامان للتواصل مع الجمهور وتوضيح الحقائق للوصول إلى القبول المجتمعي.


جاء ذلك في حوار أجرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) مع رئيس الهيئة اليوم الثلاثاء بحضور وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني وإدارة مدير عام الوكالة فيصل الشبول.

وقال طوقان إن الهيئة ستعلن مطلع العام المقبل 2014 الأرقام النهائية حول احتياطي المملكة من اليورانيوم..موضحا أن توجه الأردن للخيار الروسي لبناء أول محطة نووية في المملكة سيعقبها مرحلة لاحقة لبناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم بواقع وحدتين في كل موقع باستطاعة 180 ميجاوات لكل وحدة.

وأفاد بأن التحديات التي يشهدها قطاع الطاقة الأردني تفرض التوجه للطاقة النووية خيارا لطاقة المستقبل لضمان تنويع مصادر الطاقة المحلية من خليط الطاقة الكلي في ظل استيراد المملكة نحو 97% من احتياجاتها من الطاقة..مشيرا إلى أن هذه التحديات لفتت اهتمام صناع القرار في المملكة للمضي قدما في مشروع توليد الكهرباء بواسطة الطاقة النووية.

وقدر طوقان كلفة الكيلو وات الواحد من الكهرباء المولدة من المفاعل ستكون في حدود سبعة قروش مقابل تكلفة حالية تبلغ نحو 18 قرشا.. مؤكدا ضرورة إجراء حوار وطني يبحث أهمية الموضوع وأبعاده الاقتصادية والبيئية وآليات العمل والتنفيذ التي ستتم وفق المعايير العالمية الخاصة بأمن وأمان الطاقة النووية.

ونوه بأن هيئة الطاقة الذرية لديها توجه لتشكيل لجنة استشارية دولية للبرنامج النووي الأردني تتكون من أقطاب الطاقة النووية وسياسيين وخبراء بيئيين من جميع أنحاء العالم تجتمع سنويا وتتابع سير العمل والتقدم في البرنامج وترفع تقريرها للحكومة.

واستعرض طوقان مراحل تنفيذ البرنامج النووي الأردني والتي تتمثل في مرحلتين وفق المعايير وبالاعتماد على الخبرات العالمية بالاستفادة من التطور، الذي حققته المفاعلات النووية الحديثة من حيث الأمان المتطور.

وأشار إلى أن اختيار موقع المحطة النووية تم بالاعتماد على دراسات شملت جميع مناطق المملكة وتم خلالها تحديد الأماكن المحتملة لإقامة المحطة وتم اختيار منطقة (قصر عمرة) للمشروع..موضحا أن الهيئة تتعاون في تنفيذ المشروع مع هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي بصفتها جهة رقابية على مختلف مراحل المشروع وتستعين بخبرات أممية ووزارة البيئة لتنفيذ مختلف مراحل المشروع.

وفيما يتعلق بالنفايات النووية.. قال طوقان إن طرقا حديثة تستخدم حاليا وتعالج من خلالها النفايات النووية، وأن مباحثات مع الجانب الروسي تجري لإعادة النفايات لبلد المصدر وهو أحد الخيارات.

وأوضح أن إنجاز المشروع سيتم على مرحلتين الأولى تمتد لمدة عامين وفيها تنفذ الدراسات التفصيلية للموقع ودراسة إنشاء المرافق اللازمة للمحطة من حيث مياه التبريد وشبكة النقل والشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى إجراء المفاوضات حيث من المتوقع أن يتم خلال هذه المرحلة تخفيض على سعر الكهرباء المولدة..أما المرحلة الثانية فيتم خلالها توقيع العقد والمباشرة بتنفيذ وبناء المشروع.

ومن جهته..أكد المومني، في بداية الحوار، أهمية البرنامج النووي للأردن.. واصفا المشروع بأنه خيار إستراتيجي لخدمة الأجيال المقبلة في ظل التحديات التي يشهدها قطاع الطاقة في المملكة.

وقال إن أمام المشروع عامين قبل الاتفاق مع الجانب الروسي سيتم خلالهما طرحه على الرأي العام لتوضيح الحقائق وإظهار أهمية "هذا الأفق الجديد من الطاقة"، الذي يضع على عاتق الإعلام والجهات المعنية وصناع الرأي مسئولية تنوير الرأي العام بالمشروع.
الجريدة الرسمية