رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا يتحدث لـ"فيتو": لا تهاون مع مرتكبى جريمة التعدى على الأراضي الزراعية

فيتو

  • ندرس إنشاء "بيت العائلة المركزي " لحل القضايا الملحة بحضوري شخصيا
  • أؤيد تطبيق العزل على كل من شارك في نشر الفساد في النظام الأسبق أو السابق
  • تفعيل دور القبلية ساهم في حماية المحافظة من أي تدخلات خارجية
  • رفض المواطنين تنفيذ قرارات إزالة التعديات على أملاك الدولة مشكلة تعطل المشروعات بقنا
  • مصانع جديدة بالمدن الصناعية لدعم الاستثمار وتشغيل الشباب

على مدى أكثر من ساعة التقت "فيتو" اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا في أول حوار صحفي له منذ توليه مهام منصبه، ودار حوار دافئ عكس طموحات الرجل حول تنمية قنا تنمية حقيقية والاهتمام بمحدودي الدخل والتأكيد على أهمية دور الشباب في صناعة اتخاذ القرار داخل المحافظة إيمانا من الرجل بدور الشباب الفعال خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، خاصة أن مصر تمر بمرحلة تغير ديمقراطي وتنفيذ خارطة طريق تحتاج لدور الشباب في تلك الحقبة بعد تفجيرهم لثورتين ضد الظلم والاستبداد من أجل تحقيق ديمقراطية حقيقية هدفها الحرية والعدالة الاجتماعية.


بدأ محافظ قنا التعريف بنفسه قائلا: عبد الحميد عبد العزيز الهجان، مواطن مصري بدرجة محافظ، أحمل في عنقي أمانة هذه المحافظة من خلال رسالة فحواها خدمة المواطن القنائى ورفع العبء عن محدودي الدخل واستكمال مسيرة البناء والتنمية التي بدأها اللواء عادل لبيب على أرض قنا... ظن الناس بي خيرا وأدعو الله أن أكون عند حسن ظنهم بي.

بداية نود التعرف على سيادتكم من واقع بيانات بطاقتكم الشخصية ؟

اسمى عبدالحميد عبدالعزيز الهجان، من مواليد محافظة الجيزة في 13 يناير 1952، حاصل على ليسانس حقوق ودبلوم علوم شرطية عام 1975 بالإضافة إلى بكالوريوس تجارة إدارة أعمال عام 1986، عملت فور تخرجي ضابطا بمديرية أمن القاهرة من 1975 حتى 1982 ثم توليت أمين عام هيئة الرقابة الإدارية، متزوج ولدى ولد وبنت، وهما متزوجان. 


كيف استقبلتم قرار تكليفكم منصب محافظ قنا؟
كان هذا القرار بمثابة وسام على صدري نظرا لأن المواطن القنائى يتميز بسمعة طيبة بالإضافة إلى تحلي أهل قنا بصفات حميمة منها تمسكهم بالعادات والتقاليد الأصيلة، علاوة على صفة الكرم التي تشتهر بها قنا وأهلها لا محالة، كما أعطاني القرار ثقة كبيرة تضاعف من قدر المسئولية الملقاة على عاتقي لخدمة أبناء قنا وتلبية لكل احتياجاتهم.


- هل سبق لكم زيارة قنا أو العمل بها من قبل توليكم مهام منصب محافظها ؟
قمت بزيارة قنا مرة واحدة أثناء فترة عملي الرقابي في منتصف الثمانينيات، ولم تكن قد وصلت إلى تلك الدرجة من التقدم والرقى التي هي عليه الآن بعد الطفرة الهائلة التي أحدثها اللواء عادل لبيب في أواخر تسعينيات القرن الماضي مع بداية الألفية الجديدة فهي أصبحت الآن تنافس عواصم المحافظات الكبرى مثل الإسكندرية والقاهرة، بل وتتميز بالهدوء والنظام. 


- تفشت عقب ثورة يناير ظاهرة التعدي على الأراضي الزراعية.. فكيف يتم التصدي لتلك الظاهرة ؟
بالفعل عندما توليت مهام المسئولية لاحظت مئات التعديات على الأراضي الزراعية نتيجة حالة الانفلات الأمني الذي أعقب ثورة يناير، لذلك بدأنا بالتعاون مع مديرية أمن قنا في حصر تلك التعديات تمهيدا لإصدار قرارات بالإزالة الفورية، وهنا أستغل الفرصة للإعلان أنه لا تهاون مع تلك الجريمة على الإطلاق في حق الرقعة الزراعية داخل المحافظة.


 - ماذا عن الاستثمارات الجديدة والمشروعات المنتظرة لرفع مستوى الخدمات والحد من ظاهرة البطالة ؟
هناك العديد من الاستثمارات خلال الشهور القادمة بإذن الله، وعلى سبيل المثال تمت الموافقة الأسبوع الماضى على إنشاء مصنعين بمنطقة "قفط" الصناعية، هما مصنع منظفات لإنتاج الصابون بأنواعه المختلفة بتكلفة إجمالية بلغت مليونا و600 ألف جنيه، ويقام على مساحة 1040 مترا مربعا، ومصنع لإنتاج البويات والورنيشات واللاكيهات بتكلفة 2 مليون جنيه على مساحة 1000 متر مربع، بالإضافة إلى الموافقة على توسيع مصنع الرخام والجرانيت بمساحة 1680 مترا مربعا، كما تمت الموافقة على إنشاء 4 مصانع جديدة أخرى بمنطقة "هو" الصناعية، وتضم مصنع أكياس بلاستيك وخراطيم كهرباء بتكلفة 2 مليون جنيه على مساحة 1000 متر مربع، ومصنع أعلاف ودش الحبوب بتكلفة 1.5 مليون جنيه على مساحة 1000 متر مربع، ومصنع أثاثات معدنية بتكلفة مليون و200 ألف جنيه على مساحة 1000 متر مربع، ومصنع أكياس بلاستيك على مساحة 1000 متر مربع بتكلفة مليون جنيه، هذا بخلاف التسهيلات المقدمة من إدارة الاستثمار بالمحافظة للمستثمرين في كافة الإجراءات الإدارية بما لا يخالف القانون مع منح المشروعات الصناعية التي لم تستوف الإجراءات المقررة مهلة إضافية لمدة عام لتوفيق أوضاعها، مما يساعد على جذب وزيادة فرص الاستثمار بالمحافظة، وفى نفس الوقت نسعى لتحسين أداء وخدمات المدن الصناعية ومدينة الحرفيين حتى نجذب العديد والعديد من الاستثمارات الأمر الذي سوف يستوعب عددا كبيرا من العمالة من أبناء قنا للقضاء على مشكلة البطالة، بالإضافة إلى التنسيق مع جهاز التعمير والتنمية الزراعية بقنا لتوفير 3 آلاف فدان من الأراضي الصالحة للزراعة لتوزيعها خلال المرحلة المقبلة على الشباب بقنا، فضلا عن إقامة قرية الحرفين بمركز نقادة عقب إزالة التعديات عليها وتخصيصها للحرفين من صناع الفركة والخزف والفخار لتوسيع دائرة العمل لدي شباب القري والمراكز.


 - كيف يوفق عبد الحميد الهجان سياسته بين القبلية التي تشتهر بها قنا وبين التعامل مع التيارات السياسية المختلفة ؟
حرصت منذ قدومي إلى قنا على عملية التواصل مع جميع رموز القبائل وكبار العائلات من أجل تفعيل دور القبلية في حماية المحافظة من أي تدخلات خارجية، وهذا الأمر ساهم بشكل إيجابي في فض اعتصام ميدان الساعة بشكل سلمى دون إراقة قطرة دم واحدة الأمر الذي ترتب عليه الحفاظ على قنا من الهلاك خلال المرحلة الماضية في الوقت الذي اشتعلت فيه محافظات أخرى وتم إحراق عدد كبير من المؤسسات الحكومية وسقوط قتلى، أما الوضع في قنا فقد اختلف تماما فلم يتمكن أحد من أي تيار أو فئة من تدمير وتخريب المحافظة بسبب تواجد رموز القبائل والعائلات، لذلك أحرص على التواصل بشكل دائم مع زعماء القبائل وكبار العائلات بلا استثناء لحل مشكلات المحافظة والاستماع إليهم ومساعدتهم في إنهاء الخصومات سواء الثأرية أو الاجتماعية أو السياسية من خلال تفعيل "بيت العائلة "، وهي فكرة تقوم على اجتماع كبار العائلات والشخصيات العامة بصفة دورية لمناقشة أحوال المراكز والمدن وعرض مشكلاتهم وتقديم الاقتراحات والحلول، وهذه المبادرة أثبتت نجاحها لذلك ندرس حاليا فكرة إنشاء "بيت العائلة المركزي" ليجمع مراكز المحافظة التسعة، بحيث يجتمع بصفة دورية لمراقبة المشكلات وحل القضايا الملحة بحضوري أنا شخصيا.


-هل هناك خطة لإدماج الشباب في عمليات صناعة اتخاذ القرار داخل المحافظة ؟ 
فعلا أنا حرصت على إدماج الشباب في عملية صناعة اتخاذ القرار داخل ديوان عام المحافظة من خلال تعيين سكرتير عام مساعد من القيادات الشابة والنشطة فور خلو المنصب وذلك لضخ دماء جديدة في الوظائف القيادية، وهذه التجربة سوف أعممها في جميع الوظائف القيادية داخل المحافظة بمجرد خلو أي منصب للاعتماد على الشباب بشكل أساسي دون مخالفة للقانون ولوائح تنظيم العمل بما يخدم المحافظة بالطاقات الشابة الجديدة 

- ماذا عن الخدمات الأساسية التي تهم بالمواطن القنائى ؟ 
نعمل حاليا على تطبيق الخطة الاستثمارية بعد عمل دراسة لتطبيق وتنفيذ مشروعات ضمن الخطة العاجلة، وجاء على رأسها رصف القرى والمركز خارج زمام المدينة والقرى التي كان بها عمل من قبل بالإضافة إلى متابعة الإدارات الصحية التي تقدم الدعم الصحي للمواطنين وتوفير كافة الاحتياجات والأدوية التي بها نقص حتي يشعر المواطن بأنه يتلقى خدمة جيدة من الحكومة، هذا بخلاف أننا على وشك الانتهاء من إنشاء عدد كبير من محطات مياه الشرب والصرف الصحي وعلى رأسها محطة مياه مركز أبوتشت شمال محافظة قنا وتعمل بطاقة إنتاجية 600 لتر في الثانية بما يشكل ضخا قويا لكافة قرى المركز، وكذلك يمكن دعم المراكز القريبة بتكلفة 10 ملايين جنيه وحاليا تجرى اتصالات عديدة مع وزير الإسكان للعمل على توفير تلك الاعتمادات الخاصة بمحطات المياه والصرف الصحي الجديدة، كما أنه جار حاليا عمل دراسات من شأنها حل مشكلات قرى مركز دشنا التي ما زالت تعاني من عدم توفير مياه نقية وإنارة الطرق السريعة والتي تحتاج إلى مد أعمدة كهرباء وإدراجها في الخطة العاجلة القادمة حتى يشعر المواطن بأننا نفكر في مصلحته 

-كيف تعاملت المحافظة مع واقعة مصرع طفلة بلدغ عقرب بسبب نقص الأمصال بمدينة نجع حمادي شمال المحافظة؟ 
تألمت كثيرا عندما علمت بخبر مصرع طفلة بمدينة نجع حمادي بسبب نقص في أمصال "العقارب " بالمستشفيات الحكومية، وعلى الفور أمرت بإحالة الواقعة للتحقيق الفورى مع إحالة كل من له يد في التقصير أو التقاعس إلى التحقيق وتوقيع أقصي عقوبة عليه، وتم تكليف كيل وزارة الصحة بقنا بتوفير الأمصال والأدوية الناقصة على الفور، وخاصة في القري والمراكز البعيدة لإسعاف الأطفال والمواطنين بشكل فوري. 


- ظاهرة انتشار السلاح في مراكز قنا باتت ظاهرة مخيفة في ظل حالة الانفلات الأمنى التي تمر بها البلاد ؟ 
محافظة قنا كانت صاحبة السبق في طرح مبادرة جديدة على اجتماع رئيس الجمهورية في لقائه مع عمد ومشايخ ورموز القبائل على مستوى الجمهورية مؤخرا، وهى جمع الأسلحة غير المرخصة من المواطنين بإعفائهم من العقوبة أو منحهم حافزا كنوع من الشكر والإثابة على تعاونهم مع جهاز الشرطة، بالإضافة إلى السعى حاليا لتطبيق المبادرة بالتعاون مع كبار العائلات وزعماء القبائل بالمحافظة مما يساهم في الحد من الخلافات الثأرية والمشاجرة العنيفة التي تستمر بين العائلات مثل الحروب اليومية، كما حدث في قرى دشنا وفرشوط شمال المحافظة من قبل بسبب امتلاك تلك العائلات أسلحة بشكل مبالغ فيه دون ترخيص.


- ما هى خطة المحافظة لمواجهة قضية أملاك الدولة وتقنين وضع واضعي اليد على تلك الأراضي؟
من أكثر المشكلات التي تعطل الكثير من المشروعات بقنا رفض المواطنين تنفيذ قرارات إزالة التعديات على أملاك الدولة وخاصة في قرى الجبلاو التابعة لمركز قنا، حيث كان يتسبب رفض المواطنين تنفيذ قرار إخلاء الأراضي الخاصة بشركة الصرف الصحي في عدم تسليم الشقق السكنية في منطقة الكنور والتي تقدر بــ 800 شقة للشباب لأن الصرف الخاص بها يمتد في خطوط المحطة الجديدة بالصالحة، وتم التعاون مع مديرية أمن قنا وإخلاء الأراضي الخاصة بالمحطة بعقد اجتماعات مع كبار القرية والمزارعين والتي تبلغ 250 فدانا تابعة لشركة المقاولين العرب، كما تم عمل دراسة لحصر أراضي أملاك الدولة في كافة المراكز، وجار تنفيذ إزالة التعديات من عليها بالتنسيق مع مديرية أمن قنا وعمل خطة لتقنين أوضاع المزارعين في الأراضي المستصلحة في الصحراء الغربية بمراكز المحافظة التسعة.


- كيف ينظر عبد الحميد الهجان إلى فكرة العزل السياسي سواء لجماعة الإخوان المسلمين أو فلول نظام مبارك؟
أرفض إقصاء أي مواطن شريف لم تلوث يده بمحاولات تخريب الوطن أو تعطيل مسيرة التنمية أو الإفساد واستغلال حاجة المواطنين، ولكن مع تطبيق العزل على كل من شارك في نشر الفساد وتخريب العقول سواء في النظام الأسبق أو السابق.
الجريدة الرسمية