رئيس التحرير
عصام كامل

الفريق مرتجي قائد ذاق حلاوة النصر ومرارة الهزيمة..الرئيس الأسبق للنادي الأهلي يحمل سجلًا طويلًا من التاريخ العسكري..قاد حرب اليمن ونكسة يونيو..انتقد عبد الناصر ومبارك ورحب بالثورة

الفريق عبد المحسن
الفريق عبد المحسن مرتجي رئيس النادي الأهلي الأسبق

رحل الفريق عبد المحسن مرتجي رئيس النادي الأهلي الأسبق في صمت شديد صباح اليوم.
اشتهر مرتجى في فترة الستينات والسبعينات بعدما تولي رئاسة النادي عقب تقاعده ليكون تاسع رئيس له.. أمدت فترة ولايته إلى دورتين بدأت أولاهما من 15 ديسمبر 1965 إلى 13 يوليو 1967 .. في حين بدأت الأخرى في 8 نوفمبر عام 1972 إلى 12 ديسمبر 1980.

ومع اشتهاره على مدى تاريخه الكروي تناسي البعض التاريخ العسكري للفريق الذي تخرج في كلية الحربية عام 1937 وتدرج في الترقي الوظيفي حتي وصل إلى قيادة اللواء السادس المستقل بالقنطرة شرق برتبة عميد كما تولي قيادة القوات العربية باليمن خلال الفترة من عام1963 حتي 1965 وحصل على نجمة الشرف العسكرية أثناء حرب اليمن في أبريل من عام 64.
وبعد ذلك كان له دور قيادي أثناء حرب يونيو 1967.. كان قائدا للجبهة الشرقية في الحرب وتنسب له أحدى الرسائل المهمة والتي أحدثت جدلا على نطاق واسع .. بعدما اظهرت أن حالة ضباط وجنود الجيش المصري كانت مخالفة تماما لما يحدث بين كبار القادة والمسئولين .. وكانت رسالة موجهة منه في الثاني من يونيو إلى قواته .. الا أن نتيجة التحقيقات في النكسة اطاحت به من الجيش ليبقي رجلا ذاق حلاوة النصر ومرارة الهزيمة.

بعد مرور سنوات على حروبه التي شارك فيها أثار الفريق مرتجي الجدل حوله .. بعدما وصف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأنه لم يكن يهتم سوي بشكله وهيبته فقط أمام الدول العربية حتي لو كان هذا على حساب الدولة"، مستشهدًا بما حدث في حرب اليمن قائلًا:" كان من المفترض أن نرسل ٢٠٠ جندي فقط لكن العدد وصل إلى ٩٥ ألف جندي"، مؤكدًا أن الجنود سافروا إلى اليمن دون أن يعرفوا شيئًا عنها ولا عن طبيعتها أو طبيعة الحرب التي يخوضونها ولم نكن مستعدين لها تمامًا".

وأكد أن " عبد الناصر" كان يرسل أموالًا وذهبًا من خزانة الدولة إلينا حتي ندفعها للقبائل اليمنية .. وعندما طلبنا منه الانسحاب من اليمن لأن الخسائر أصبحت كبيرة قال «مش ممكن ننسحب (Our Prestige) هيضيع".

كما كشف الفريق مرتجي مؤخرًا عن أحد أشكال العلاقة بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر .. وقال متحدثا عن حرب اليمن:" لم يكن هناك فرد مقتنع بدخول الحرب ولا حتي المشير .. وعندما سألت المشير عن سبب إرسال قوات إلى شرم الشيخ، قال لي: «أصلي اتحرجت من الريس فوافقت" كما تحدث عما قيل عن تفكير المشير في الانقلاب على رئيسه قائلا: " قبل الحرب لم يكن المشير يفكر في هذا، لكن بعد الحرب .. وبعد أن ألقي عبد الناصر بمسئولية الهزيمة على كتفيه بدأ يفكر .. وهنا نقول إن الشبوهات تكفي لمحاولتهم قتل بعضهم البعض من أجل الحكم".

الفريق مرتجي كان قائدا للقوات البرية في نكسة يونيو 1967 وكان من أبرز القادة الذين رووا شهاداتهم عن الحرب منتقدا أسلوب إدارة عبد الناصر والذي اعتبره ارتكب خطأً جسيما عندما قرر إغلاق المضايق .. وهو وجميع القادة يعلمون أنه أعلن حربا في نفس الوقت الذي كان يعلم تمامًا أن القوات لم تكن جاهزة لخوض حرب .. لأسباب كثيرة بعضها مرتبط بوجود ربع القوات المصرية في اليمن .. مضيفا أن ناصر طلب من القيادة العامة تحمل الضربة الأولى وأن يتركوا له الباقى .. وتجاهل حقيقة أن التنازل للعدو عن مبدأ المفاجأة أهم مبادئ الحرب المعترف بها.. ومن يمتلكها يضمن 70% من عناصر الفوز.

كما أكد أن الانهيار الذي أصيبت به القيادة يوم 5 يونيو ترتب عليها ليس فقط أخطاء عسكرية بديهية بل لحق بها أخطاء أخرى استراتيجية .. وأبلغنى أحد أعضاء وفدنا في هيئة الأمم بنيويورك أن «جولد برج» المندوب الأمريكى عرض قبول مصر وقف إطلاق النار مقابل وعد أمريكى بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه .. والضغط على إسرائيل لتعود إلى حدودها قبل القتال لكن لم يتلق ردًا من مصر".

وعن ثورة يناير أعلن الفريق مرتجي عن تأييده بما جاءت به مبادئ الثورة .. واعتبر أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك لم يكن على مستوى الرئاسة .. معتبرا أنه إذا دخل في مقارنة مع الرؤساء الذين سبقوه يحصل على (صفر) باقتدار .. مستشهدا بأن الرئيس عبد الناصر كان يعرف كل شيء في البلد ويصل إليه كل شيء حتى النكت التي تخرج عليه أو على وزراؤه وكذلك السادات الذي اعتبره رئيسا جيدا ويحسب له أنه فكر في مصر أكثر من مبارك.
الجريدة الرسمية