رئيس التحرير
عصام كامل

ومن الهجرة لأحوالنا اليوم .. عبر ودروس!


إن لم يعجبك الحال.. أي حال.. فاذهب إلى غيره.. إن كنت صاحب رسالة تؤمن بها.. ولديك الاستعداد أن تضحي من أجلها بأي تضحية.. فافعل المستحيل من أجلها.. إن كنت من المؤمنين بمبدأ ما فلا تتخل عنه تحت أي ضغط وتحت أي ظرف.. وابحث في نواحي الأرض عن سبل تعريف الناس به والدفاع عنه.


ومن دروس الهجرة أيضا أنه حتى لو كنت مدعما من السماء.. تعهد الله بحفظك.. وكنت كما كان عليه الصلاة والسلام صاحب الرسالة السماوية الأخيرة ولا رسالة بعدك ولن يمسك سوء حتى إبلاغها.. نقول إنه رغم ذلك فالتخطيط هو أساس كل شيء.. البحث والدرس عماد العملية وأساسها.. أن تدرس من سيبقى ومن سيصحبك.. ولماذا في الحالين؟ إلى أين ستتجه وكيف ستسير؟ من سيوفر لكم الماء والطعام والملابس؟ ومن سيكون الدليل؟ وكيف سيفكر الخصوم وما لهم من خطة خداع إستراتيجي رائعة ومهمة؟ وإلى أين ستتجه في أرض المستقر؟ وما الخطط البديلة لو فشل كل ذلك؟ وهكذا.. الدين الخاتم يعلم البشرية قبل انقطاع وحي السماء من السماء إلى الأرض.. إن العلم أساس كل شيء.. ليس الدعاء والبكاء بغير هدى.. وبغير مجهود ولو ذهنيا يكون خلاصة جهود كثيرة.

الاستعانة بغير المؤمنين جائزة.. وإنما الاستعانة بالأعداء غير جائزة.. كان عبدالله بن اريقط مشركا.. لكنه كان أمينا على سر الهجرة وسر أصحابها!

أداء الأمانة مهما كانت الخصومة درسا آخر.. أداء الأمانة عهدا مع رب العالمين وليس مع عباده فقط.. ويستبقى النبي "عليًا" في بيته يؤدي الأمانات إلى أهلها برغم كل المخاطر الممكنة بسبب ذلك.

وهكذا.. من الهجرة عبر ودروس لحالنا اليوم.. كل عام وأنتم بخير.. كل عام وأنتم في هجرة إلى الحال التي تريدونها.. إلى الأفضل دائما!
الجريدة الرسمية