ارحل
لابد من رحيل الرئيس وإخوانه ومرشده وشاطره وميليشياته، ارحلوا الآن وليس غدًا، لقد رحل مبارك وسط آلته الأمنية الجبارة ولم تستطع حمايته.. رحل مبارك وكان الاحتياطى من النقد الأجنبى فى البنك المركزى 36 مليار دولار، وبعد سبعة أشهر من حكم الإخوان نفد الاحتياطى تمامًا.. كان مبارك وسط عصابة الفساد والإفساد والنهب المنظم لثروات مصر ولم يكن الوضع مترديًا مثل ما نراه الآن.
من غير المنطقى تفكك الدولة المصرية الذى نراه حاليًا، مرسى يُطالب الجماعة الإسلامية بمساعدته فى قمع وقتل المتظاهرين، والسلفيون يهدرون دم "البلاك بلوك"، والبلطجية التابعون للطرف الثالث سوف يروعون الناس بالأسلحة النارية والبيضاء؛ لتشتعل الحرب الأهلية وتندلع ثورة الجياع، وتسقط الدولة المصرية، لا قدر الله.
قبل أن يتطور هذا السيناريو إلى الأسوأ – وهو ما لا نتمناه ولا نرجوه– يجب على "مرسى" وجماعته الرحيل، إن كان فى قلوبهم ذرة من حب لمصر، أو ذرة من إيمان أو إسلام، خصوصًا أن "مرسى" وإخوانه وجماعته ومرشده وشاطره لا يمتلكون أى رؤية سياسية.. مع الأخذ فى الاعتبار صدور حكم بإعدام 21 من متهمى مذبحة بورسعيد، وفرحة أهالى الشهداء وحزن أهالى بورسعيد، والتضحية بعدد من المتورطين، مقابل إنقاذ كبار قيادات الأمن ببورسعيد والمسئولين عن الاستاد، الذين كانوا مكلفين بتأمين المباراة.
ما هو البديل؟
هو ما طالب به الدكتور محمد البرادعى قبل تنحى مبارك، أثناء أيام الثورة فى 2011، وهو تشكيل مجلس رئاسى من صفوة القوى الوطنية؛ لإدارة البلاد لمدة ستة أشهر, يضع خلالها الخبراء من أهل الخبرة والكفاءة وليس من أهل الثقة، خططًا لإنقاذ مصر فى مختلف التخصصات.
الهدف الرئيسى من المجلس الرئاسى، هو إعادة الاستقرار لمصر، استقرار أمنى، سياسى، اجتماعى، واقتصادى؛ ليبدأ الخبراء فى إصلاح ما أفسده حكم الإخوان، وترميم الكسور والشروخ التى لحقت بوجه الوطن، واستعادة روح مصر الحقيقية بإسلامها السمح، بعيدًا عن التعصب المقيت، وبالإسلام الوسطى غير الخاضع للحركة الوهابية ورياح الصحراء المحملة بالكراهية للجميع، للحفاظ على نسيج مصر المتماسك بين مسلميها وأقباطها.
الرحيل الآن يطفئ نيران الوطن المشتعلة، لعلمنا جميعا أن الإخوان– إذا ما احترق الوطن، لا قدر الله– سوف يكونون أول القافزين من السفينة.