رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة يونيو.. ضد ثورة يونيو


خرجت علينا قناة سى بى سى فى بيان لها ملخصه إيقاف برنامج (البرنامج) لأجل غير مسمى معللهً بأن هناك ثوابت عائلية متفق عليها بين إدارة القناة ومقدم البرنامج إلا أن الأخير خالف هذه الثوابت وخدش الحياء إلى آخر ما تضمنه البيان..


وهذا القرار الذى أصفه بأنه قرار غير صائب.. فيه تقوية للطرف الآخر وهو جماعة الإخوان وأنصارها.. فلقد تفاعلوا معه بشكل كبير وروجوا بأن هذا المنع هو ثمرة ثورة يونيو.. وهذا التكميم للأفواه وغلق القنوات جزاء من ينقد أو يسخر من السلطة القائمة.. فى حين أن الرئيس المعزول لم يقدم على ارتكاب هذه الخطيئة التى قامت بها سلطات الحكم الحالى.. هذا ملخص ما يتم ترديده فى الشارع المصرى من قبل جماعة الإخوان بعد هذا الموقف غير الحكيم لإدارة هذه القناة.

السؤال: لماذا أقدمت إدارة القناة على مثل هذا القرار؟ أكانت متوقعه أن قرارا مثل هذا سيصب فى صالح ثورة يونيو ويحصن السلطة القائمة والفريق السيسى من النقد؟ وهذا خطأ بالغ فالإقدام على مثل هذا القرار الخاسران الوحيدان منه هما ثورة يونيو والسلطة بكامل أركانها.

فمهما أنكرت السلطة ونفت بأنها ليست لها علاقة بهذا الإيقاف كما حدث ونفى المتحدث العسكرى بأنهم لا علاقة لهم بوقف (البرنامج).. فإن قطاعا عريضا لم يقتنع وأصبحت الشبهات تحوم حول السلطة وبخاصة الفريق أول  عبد الفتاح السيسى أن ثقافتهم المنع والتقييد والقمع لكل صوت مخالف.. أمثل هذه النتيجة كانت تريدها إدارة القناة؟ بالطبع لا.. ولكن سوء التقدير وعدم التوفيق والمبالغة غير المبرر لها فى تقديس وتأليه الأشخاص دفعتهم إلى ارتكاب مثل هذه الخطيئة والتى أتت بسلبياتها على ثورة يونيو.

باسم يوسف كان ولا يزال متنفس الجماهير وهو الذى رسم البسمة على وجوه المصريين خلال فترة حكم الرئيس المعزول.. فكانت هذه الفترة ممطرة بمادة إعلامية ساخرة من أداء المعزول وجماعته.

أما وبعد أن انزاحوا عن الحكم وصعدت سلطة مدنية وطنية تؤمن بالحريات وتدافع عنها ويحدث مثل هذا الأمر فإنه يعطى مؤشرا على أن آلة القمع الإعلامية عادت من جديد.

وبناء على ذلك: يستلزم على السلطة الحاكمة أن تخرج وتنفى نفيا قاطعا لا يخالجه شك أنها ليس لها علاقة بهذا القرار وأنه شأن داخلى للقناة ولا تتدخل فيه وأنه وإيمانا منا بحرية الرأى والتعبير وأنه حق أصيل للإنسان ملاصق لحقه فى الحياة فقد قررنا إتاحة الفرصة للإعلامى باسم يوسف بأن يطل على جماهيره من خلال التليفزيون الرسمى للدولة.. وله الحق فى أن يقدم أى مادة ناقدة أو ساخرة من السلطة القائمة.. ويستطيع أن يقوم أى اعوجاج فى السلطة بإسلوبه المعشوق للملايين.. وفى هذا درء للشبهات التى يستخدمونها مدعو الوطنية ضد رموز الدولة .

وبذلك نفوت الفرصة عليهم من أن ينالوا من ثورة يونيو وأيضا نعلى من قيمة الحرية وخاصة حرية إبداء الرأى وأنه قد ولى زمان القمع والتكميم والتقييد ولن يعود مجددا.

ويجب أن يعلم الجميع بأن مصر الثورة  مصر الواثقه أقوى بكثير من أن يؤثر فيها برنامج ناقد لأنها مدعومة من شعب واعى.
الجريدة الرسمية