رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "بحيرة المنزلة" وباء 120 ألف صياد بالدقهلية.. يتعرضون للموت يوميا على يد البلطجية.. العصابات استولت على أرزاق الصيادين فهجروا البحيرة.. 70% منهم مصاب بأمراض الكبد لتلوث المياه

فيتو

يعيش ما يزيد عن 120 ألف صياد بمحافظة الدقهلية حياه شبيهه بالموت، بسبب رحلتهم اليومية للصيد داخل بحيرة المنزلة، باحثين عن الرزق، مما يعرضهم لخطر الموت على يد البلطجية والعصابات الذين استحوذوا على البحيرة وحولوها إلى منطقة حرب لتهريب الأسلحة والمخدرات والتعديات وقطع أرزاق الصيادين.

كانت بداية مشاكل الصيادين مع بحيرة المنزلة المطلة على 3 محافظات "الدقهلية ودمياط وبورسعيد"، التعديات على البحيرة، والتي تسببت في تقلص مساحتها من 750 ألف إلى 100 ألف فدان، ليحتل البلطجية والخارجون عن القانون مساحات التعديات ويرهبون الصيادين ويستولون على مصادر رزقهم، ومع كل ما يعانيه الصياد يخرج يوميا بحثا عن الرزق.

التقت "فيتو" بالصيادين بعد عودتهم من رحلة صيد داخل بحيرة المنزلة، وأكد محمد التابعي، أحد الصيادين، أنه أثناء ذهابه للصيد يشعر كأنه ذاهب للحرب على الجبهة وليس للاسترزاق، وذلك الواقع الصارخ الذي ظهر بعد ثورة 25 يناير ينذر بخطر على مصر بأكملها وليس على 120 ألف صياد وحدهم، بحسب قوله.

وأضاف أن تلك البحيرة منذ نشأتها تعانى من مشاكل التعديات، موضحا أنهم لا يجدون أي اهتمام من المسئولين بتطهير البحيرة من التعديات والبلطجية.

وأشار محمد هاني، أحد الأهالي، أن بحيرة المنزلة أصبحت مقسمة الآن مناطق للعصابات، حيث تحتوى على أخطر 10 عصابات، لكل منها منطقته الخاصة ولا يجوز التعدي على الأخرى، موضحا أن أخطر العصابات متواجدة في مناطق "العجايبة ومعابد والحمرا والجنكة والجحر وقعر البحر والمحاجر والخنكة ولجان والجرابعة"، مؤكدا أن أكبر عصابة في البحيرة هي عصابة "الدكش" الموجودة في منطقة الجرابعة.

وتكونت تلك العصابات عقب ثورة 25 يناير، بعد هروب المساجين وانتشار البلطجية ولم يجد الخارجون أكثر أمنا من البحيرة للاختباء بها، وزادت مساحات التعديات وأنشئوا منازل ليعيشوا فيها، وأصبحت البحيرة تحتوى على ذخائر من "مدافع وآر بي جي ورشاشات"، واستغلوا البحر المتوسط لتهريب الأسلحة فنقطة الحدود الفاصله بين البحيرة والبحر المتوسط سهلة الاختراق ومن خلال محركاتهم الآلية التي تصل لـ115 حصان لا يستطيع أحدا اللحاق بهم، كما يقومون بنقل أسلحتهم داخل المحافظات والمدن، كما أنشأوا طرق ترابية داخل البحيرة يمكن للسيارات أن تسير عليها.

وتابع إبراهيم أبو شامة، صياد: "نحن يوميا نموت من قبل عصابات البلطجية كنا في السابق ننادى بتطهير البحيرة من التعديات، لكن اليوم لا يهمنا سوى تطهيرها من العصابات المسلحة على أعلى مستوى وإمكانياتها تفوق إمكانيات الشرطة والمسطحات، فتظهر العصابات ليلا من الجحور والمنازل والغابات وفجأة يراه الصياد أمامه، وهى ترفع عليه السلاح يكون داخل المحرك الآلي أكثر من 10 أو 15 قطعة سلاح ليأخذوا منه المحرك "الماتور"، ويقتلونه".

من جانبه أوضح صيام الزعلوك، أحد الصيادين: "إننا نخرج يوميا بحثا عن الرزق، ولكننا لا نجد أسماكا، فبفعل التلوث والتعديات ماتت الأسماك، وانقرضت أنواع كثيرة، وتسبب ذلك لنا في ضيق رزق وهجرة عدد كبير إلى السعودية وليبيا واليونان بحثا عن الرزق، بينما يعانى 70% منا من أمراض الفشل الكبدي بسبب تلوث مياه البحيرة بالمسرطنات، نتيجة الصرف الصحي والصناعي في مياه البحيرة دون معالجة"، مشيرا إلى أن الصيادين ليس لهم أي حقوق عند الدولة سواء معاشات أو تأمينات.
الجريدة الرسمية