محاكمة "المعزول" تشغل الصحافة العالمية.. رويترز تعتبرها "اختبارا للديمقراطية".. لوس أنجلوس تايمز: مشحونة سياسيًا.. الجارديان تحذر من "عنف الإخوان".. والصحافة الإسرائيلية: قضية التخابر في انتظار مرسي

لم تنتظر صحف العالم، حتى تقوم محكمة جنايات شمال القاهرة، بإنهاء الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، التي تعقد اليوم الإثنين بأكاديمية الشرطة في القاهرة، وأخذت تعنون الصفحة الأولى بأنباء عن المحاكمة التي اعتبرتها "تاريخية".

صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، كتبت في عدد اليوم الإثنين: محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي تبدأ وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل حالة تأهب قصوى من كل السلطات، واصفة المحاكمة بـ"المشحونة سياسيًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي يحاكم إلى جانب 14 من أعضاء جماعة الإخوان "المحظورة" بتهم التحريض على قتل المتظاهرين في أحداث الاتحادية الأولى التي وقعت أمام القصر الرئاسي في 5 ديسمبر2012م.


ونقلت "لوس أنجلوس تايمز" عن أنصار المعزول قولهم: مرسي لا يعترف بسلطة المحكمة التي تعقد في أكاديمية الشرطة في نفس مكان انعقاد محاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير2011، لافتة إلى دعوة أنصار مرسي لاحتجاجات حاشدة بالتزامن مع بدء محاكمته، ومطالبتهم بإعادته لمنصبه.

واختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في زيارته أمس للقاهرة، السلطات المصرية لإجراء محاكمة قضائية عادلة للرئيس المعزول محمد مرسي.

فيما كتبت صحيفة الجارديان البريطانية: أول ظهور علني للرئيس المعزول محمد مرسي منذ الإطاحة به في 3 يوليو الماضي، لمحاكمته بتهم تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين.

ورأت الصحيفة أن محاكمة مرسي ستحيي "الاضطرابات المدنية"، موضحة: من المتوقع تزايد التوترات السياسية في مصر حيث يخطط أنصار مرسي لسلسلة من الاحتجاجات على الصعيد الوطني، لكن الشرطة وضعت أقصى حالات التأهب لمواجهة المخاوف الأمنية العالية.

صحيفة "تايمز" البريطانية، قالت: مصر تحت قيد محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، موضحة أن وقوفه في قفص الاتهام يعد مؤشرا على "الفرصة الحقيقية" التي حانت للقادة العسكريين في البلاد.

ورأت أن محاكمة مرسي "سياسية" وأن وجوده في قفص الاتهام يؤدي إلى تأجيج مشاعر مؤيديه، زاعمة أن الهدف من المحاكمة هو صرف نظر المصريين عن المشكلات الأساسية التي تواجه البلاد كانعدام الأمن وارتفاع الأسعار وانتشار البطالة، مشيرة إلى ثقة المصريين بالجيش وقدرته على تحسين ظروف معيشتهم.

وأضافت الصحيفة: مصر عاجزة عن تحقيق السلام منذ أكثر من عامين ونصف العام، عندما أطيح بالرئيس الأسبق مبارك في عام 2011 ثم جاء مرسي بانتحابات ديمقراطية رئيسا للبلاد في عام 2012، وأطيح به من قبل الجيش يوم 3 يوليو الماضي.

ونوهت عن سلسلة من المحاكمات لأكثر من 2000 شخص من أعضاء جماعة الإخوان بتهم التحريض على القتل والعنف وانتشار الفوضي.

الصحافة الإسرائيلية لم تتأخر هي الأخرى عن رصد المحاكمة، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الرئيس مرسي الذي تمت الإطاحة به بعد ثورة 30 يونيو و14 من قيادات "الإخوان" متهمين بقتل المتظاهرين العام الماضي أمام قصر الاتحادية تبدأ محاكمتهم اليوم، تحت تأمين 20 ألف شرطي بالإضافة إلى وجود قوات أخرى مستعدة.

وأضافت الصحيفة أن مرسي وصل إلى "أكاديمية الشرطة" بمروحية عسكرية، مشيرة إلى أنه على عكس المحاكمة الأولى للرئيس الأسبق "مبارك" لن تذاع هذه المحاكمة بثا مباشرا.

وأشارت إلى أن التحقيق لا يزال مستمرا مع مرسي بتهمة التعاون مع حركة "حماس" الفلسطينية لممارسة أعمال عدائية ضد مراكز الشرطة والضباط والجنود واختراق سجن "وادي النطرون" أثناء ثورة 25 يناير، الحادثة التي هرب بسببها الكثير من السجناء.

أما صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فركزت على احتشاد مؤيدي الرئيس المعزول أمام المحكمة الدستورية العليا بالقاهرة، تزامنا مع المحاكمة. وأضافت: 26 ألفا من الضباط والجنود يقومون بتأمين المحاكمة فضلًا عن 14 مروحية على استعداد لمراقبة الأوضاع.

كما ذكر موقع "واللا" الإخباري العبري أن محاكمة المعزول بدأت في ظل حالة من التوتر بلغت ذروتها في القاهرة، بسبب الخوف من اعتزام جماعة الإخوان القيام بأعمال شغب.

وأشار الموقع إلى أنه تم نقل محاكمة "مرسي" إلى أكاديمية الشرطة كمحاولة من السلطات لإحباط مخططات الإخوان في هذا اليوم، لافتًا إلى أن بشائر محاكمة المعزول بدأت الليلة الماضية بإطلاق مسلحين النار على شرطيين في الإسماعيلية.

وأضاف الموقع الإسرائيلى أن مرسي انتقل بطائرة هليكوبتر إلى أكاديمية الشرطة في شرق القاهرة، بينما تجمع العشرات من مؤيدى الفريق السيسى خارج قاعة المحكمة، مطالبين بإعدام المعزول".

وتوقع الموقع أن أنصار الرئيس المعزول "لن يدعوا هذا اليوم يمر بسلام، وسيحاولون القيام بأعمال العنف انتقامًا من قوات الجيش والشرطة التي فضت اعتصامى رابعة العدوية والنهضة".

ووكالة "رويترز للأنباء"، اعتبرت أن المحاكمة تعد بمثابة "اختبار للديمقراطية"، مشيرة إلى توافد مرسي وقادة الإخوان إلى أكاديمية الشرطة في القاهرة لمحاكمتهم بتهمة التحريض على العنف.

وأضافت رويترز: مصر دولة عربية محورية، يخشي البعض أن تنزلق مرة أخري إلى الحكم الاستبدادي.. هذه المرة الثانية لرئيس معزول خلال عامين يواجه المحكمة في مصر.

وأوضحت أن المحاكمة أثارت العديد من المخاوف حول تعميق حالة عدم الاستقرار في مصر والتي أعدتها كأكثر البلاد من حيث عدد السكان في العالم العربي، منوهة إلى أن جماعة الإخوان أعلنت عن تحديها للحملة الأمنية والمضي قدما في الاحتجاجات بالشوارع للضغط على الجيش الذي أطاح بمرسي في 3 يوليو الماضي.

وتابعت الوكالة: آمال ثورة 25 يناير والسعي لبناء ديمقراطية تؤدي إلى ازدهار اقتصادي لم تتحقق بعد، ما حدث هو العكس؛ صراع على السلطة بين الإخوان والحكومة المؤقتة.

من جانبها، رصدت قناة "سكاي نيوز " أجواء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي تعقد الجلسة الأولى منها، اليوم الإثنين، بأكاديمية الشرطة.

وقالت القناة الإخبارية، في تقرير على موقعها الإلكتروني الناطق باللغة الإنجليزية، اليوم: مرسي رفض توكيل محام له لعدم اعترافه بشرعية المحكمة وإصراره على أنه الرئيس الشرعي للبلاد، وسيحضر محاميه الجلسة بصفة مراقب.

واعتبرت سكاي نيوز أن المحاكمة بمثابة "اختبار للسلطات الجديدة التي أدانتها جماعات حقوق الإنسان لنهجها الغليظ في التعامل مع المعارضين". وأشارت إلى التعزيزات الأمنية لقوات الشرطة في القاهرة والمحافظات.

وتابع التقرير: زعمت جماعة الإخوان أن الحكومة المدعومة من الجيش تلفق لهم التهم ودعت إلى احتجاجات مناهضة للجيش مما يثر مخاوف لوقوع اشتباكات جديدة.