اغتيال مرسي!
إن أردت أن تفعل فعلا.. أو تعمل عملا.. أو تنتهج سياسة ما.. أو تتراجع عن سياسة ما.. فعليك أولا أن توفر الشرعية لهذا الفعل أو العمل أو السياسة أو السياسة المضادة.. عليك أن توجد لنفسك المبررات وتقدم للآخرين العلة والأسباب.. أن تستند في فعلك وسلوكك إلى حق تراه وتستطيع أن تقنع به الناس..
من أجل ما سبق ليس من مصلحة الإخوان الآن اغتيال مرسي.. والتخلص منه.. لأنهم عندئذ سيفقدون المبرر لكل ما يفعلونه.. ستنتهي قضيتهم وتنتهي حجتهم وسيفقدون مسمار جحا الذي بسببه يفعلون ما يفعلون في الشارع المصري كل يوم بل وامتدت تصرفاتهم وسلوكياتهم إلى خارج البلاد!
فكرة البحث عن الشرعية يفعلها الأفراد والأشخاص الطبيعيون.. كما تفعلها الدول والأشخاص الاعتباريون.. وإن كانت فكرة اغتيال مرسي قد وردت أولا في كلام بعض العرافين والعرافات تنبئوا بالفعل بكل ما جرى العام الماضي ولم يبق مما قالوه إلا اغتيال مرسي الذي قال بعضهم تلميحا إن مصيره سيكون غريبا وغامضا.. وبعيدا عن كلام العرافين والعرافات وأفعالهم إلا أن الفكرة نفسها جاءت أيضا على ألسنة وأقلام كتاب كثيرين.. ومنهم كتاب بارزون يرون أن الجماعة قد تقدم على اغتيال مرسي حتى لو استخدموا السيارات المفخخة لتحقيق ذلك وهدفهم الرئيس هو إحراج الإدارة المصرية الحالية وتحميلها المسئولية وإجراء تحقيق دولي في الأمر يعيد الإخوان إلى المشهد! ..وهي حجج لا نراها مقنعة وخسائرها أكبر بكثير من مكاسبها وأرباحها..
تبقى فكرة اغتيال مرسي واردة في حالة واحدة وحيدة وهي إغلاق ملفات خطرة يكون اختفاء مرسي هو السبيل الوحيد لاختفائها وإخفائها إلى الأبد..!
الأيام وحدها ستكشف أمورا كثيرة وخطيرة لكننا على يقين وفي كل الأحوال أن مصرنا في طريق الأمان بتعهد من أبنائها وبعهد من رب العالمين..