«رئيسان في قفص واحد».. المخلوع والمعزول يحاكمان بتهم متشابهة.. أنصار الإخوان يتحولون لـ«آسفين يا ريس».. دعوات الاحتشاد أمام «أكاديمية الشرطة» حائرة بين مبارك ومرسي.. نيوي
«رئيسان في قفص واحد» خلال فترة زمنية لم تتجاوز العامين.. إنهما الرئيسان «المخلوع حسني مبارك» و«المعزل محمد مرسي»، واللذان يحاكمان في مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع بعد أن تم تغيير مكان محاكمة الرئيس السابق من معهد أمناء الشرطة بطرة لأكاديمية الشرطة بالتجمع بقرار رئيس محكمة الاستئناف، وكأن ما يحدث «لعبة تبادل الأدوار بين المخلوع والمخلوع»، بحسب ما قالته صحيفة الـ«نيويورك تايمز».
لكن الغريب في الأمر أيضًا أن الرئيسين لم يجمع بينهما القفص فحسب، بل إن الجرائم التي يحاكمون على أساسها متشابهة أيضًا، فالمعزول يواجه اتهامات بقتل متظاهري قصر الاتحادية يوم 5 ديسمبر 2012، كما أن أنصار الإخوان يلعبون الآن دور «آسفين يا ريس».
أما القفص الذي حوكم فيه المخلوع مبارك، والذي ضم أيضًا نجليه «جمال وعلاء» ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مساعديه، على خلفية اتهامات قتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير، يدخل فيه «المعزول مرسي» على خلفية التحريض على العنف وقتل متظاهري الاتحادية، وذلك بصحبة 14 من مساعديه وقيادات الجماعة.
وأحيل الرئيس المعزول مرسي والقياديين بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي وعصام العريان وأسعد شيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، وأحمد عبد العاطي مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، وأيمن عبد الرؤوف مستشار رئيس الجمهورية السابق، وعلاء حمزة، والناشط عبد الرحمن عز وأحمد المغير والشيخ وجدي غنيم ومنسق حركة حازمون جمال صابر، وأربعة آخرين إلى محكمة جنايات القاهرة، لاتهامهم بارتكاب أحداث قصر الاتحادية التي وقعت في 5 ديسمبر الماضي، وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين أمام القصر الجمهوري في مشاهد مأساوية نقلتها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة.
تعود القضية إلى تحقيقات النيابة العامة التي كشفت أوراقه عن «أنه في أعقاب الإعلان الدستوري الذي أصدره المعزول مرسي احتشدت القوى المعارضة أمام قصر الاتحادية للتعبير سلميا عن رفضها للإعلان الدستوري، وأعلنت اعتصامها فطلب مرسي من قائد الحرس الجمهوري، ووزير الداخلية السابق، عدة مرات فض الاعتصام، إلا أنهما رفضا تنفيذ ذلك حفاظًا على أرواح المعتصمين».
«نيويورك تايمز»، ذكرت أنه تبين أن كل من أسعد شيخة وأحمد عبد العاطي وأيمن عبد الرؤوف مساعدي رئيس الجمهورية، استدعوا أنصار مرسي وحشدوهم بمحيط قصر الاتحادية لفض الاعتصام بالقوة، وقام المتهمون عصام العريان ومحمد البلتاجي ووجدي غنيم بالتحريض علنا في وسائل الإعلام على فض الاعتصام بالقوة.
ومن خلال التحقيقات توافرت الأدلة عن أن المتهمين وأنصارهم هاجموا المعتصمين السلميين واقتلعوا خيامهم وأحرقوها وحملوا أسلحة نارية وعمروها بالذخائر وأطلقوها صوب المتظاهرين، فأصابت إحداها رأس الصحفي الحسيني أبو ضيف وأحدثت به كسورًا في عظام الجمجمة وتهتكًا بالمخ ما أدى لوفاته، واستعملوا القسوة والعنف مع المتظاهرين السلميين فأصابوا العديد منهم بالأسلحة البيضاء وروعوا المواطنين وقبضوا على 54 شخصًا واحتجزوهم بجوار قصر الاتحادية وعذبوهم بطريقة وحشية.
وأسندت النيابة العامة للمعزول مرسي تهمة تحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار واستخدام العنف والبلطجة وفرض السطوة وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء والقبض على المتظاهرين السلميين واحتجازهم بدون وجه حق وتعذيبهم.
كما أسندت للمتهمين عصام العريان ومحمد البلتاجي ووجدي غنيم تهم التحريض العلني عبر وسائل الإعلام على ارتكاب تلك الجرائم، بينما أسندت إلى المتهمين أسعد شيخة وأحمد عبد العاطي وأيمن عبد الرؤف مساعدي الرئيس السابق وعلاء حمزة عبد الرحمن عز وأحمد المغير وجمال صابر وباقي المتهمين ارتكاب تلك الجرائم بوصفهم فاعلين أصليين.
ويتشابه بيان حزب الحرية والعدالة الصادر خلال الساعات الماضية مع دعوة سابقة وجهتها «آسفين يا ريس»، للاحتشاد أمام مقر المحاكمة.. فأنصار مرسي اليوم يعيدون ما فعله مؤيدو مبارك بدعوة أنصارهم للاحتشاد أمام مقر المحاكمة.