في عيد الحب.. فاكر لما كنت جنبي!
استمد الأساتذة مصطفي وعلي أمين من زمانهما فكرة جعل يوم 4 نوفمبر عيدا للحب في مصر التي كانت وقتها تعرف الحُب وقد كان نهر النيل يتدفق بالخير وعلي شاطئيه تتوالي مشاهد الحب لتنصت الأمواج إلى أنات قلوب المحبين وكانت "الموجة" تجري وراء الموجة عايزة تطولها... تضمها وتشكي حالها... من بعد ما طال السهر.... بحسب رائعة أحمد رامي الشعرية "فاكر لما كنت جنبي" والتي شدت بها أم كلثوم في لحن رائع للموسيقار رياض السنباطي..
فاكر... لما كنت جنبي كانت في خيال مصطفي وعلي أمين وقد عبرت عن زمان الحب الذي كان ينهل منه المصريون يوم أن كانت مصر متحابة متوادة يجمعها نسيج واحد قِوامه الوحدة الوطنية والتكافل الاجتماعي ولم يكن الفقر مؤلما ولم يكن الحق ضائعا ولأجل هذا تفرغت القلوب للحب نأيا عن "وجع" القلب"، وأجدني أبحث عن الحب في بر مصر في ذكري عيد الحب فلا أجد إلا الجدب، وقد صارت صروح الأمس أطلالا هي بحق ديار كانت قديما لنا ديارا بحسب قول جورج جرداق في قصيدته هذه ليلتي.
وتمضي الأيام بطيئة في صحراء موحشة طغت على مواطن الحُسن التي جعلت مصر ذات زمان تتخذ من يوم من أيام السنة عيدا للحب، و ها هي مصر في نوفمبر سنة 2013 تنعي الحب وزمانه وتبتغي للماضي الجميل أن يعاود ولو في الخيال كي يغمض لها جفن ولو برهة من الزمن وقد كابدت مرارة الغلظة والجفاء وسوء طباع البشر في أيام هي الأقسي على مشاعر المصريين وقد أصابهم البلاء من بعض الأشرار ويؤسف أنهم إلى مصر منتسبين..
في عيد الحب يبقي من الاسم معاني رواسخ قابلة للتكرار ولكن في الخيال لأن من يرحل لا يعود ويبقي دوما حُسن الأثر..... في عيد الحب المصري هذا العام وفي كل عام.... لمصر البقاء ولأعدائها الفناء.... وللحب الاشتهاء.!