رئيس التحرير
عصام كامل

باسم وازدواج النخبة والهبل على الشيطنة! ( 2 )


قلنا أمس إن الحوار التالي يجري بشكل أو بآخر بين المصريين وبدرجاته المختلفة، وإليكم الجزء الثاني والأخير منه:
- قلت: طلبت تأجيل الحوار أمس.. هل نبدأ الآن ؟


- قال: تفضل.. وإن كنت أندهش من أن حبكم للفريق السيسي أهم وأكبر من حبكم لحرية الرأي والتعبير؟

- قلت: كيف ذلك ؟ هل تفعل مثل غيرك؟ أتحاور معك والحوار لم ينته وتزوّر فيه وتفتري عليّ بأشياء لم أقلها ؟ قلت لك مرارا إننا ضد مصادرة أي رأي لكن نؤيد نقد وانتقاد أي رأي نراه خطرا علي الأمن القومي أو الآداب العامة.. وقلت لك إنني انتقدت باسم يوسف اليوم والأمس وقت مرسي لكننا ضد منع ووقف برنامجه.. ماذا تريد أكثر من ذلك.؟ هل تعلمت من الإخوان تزييف الآراء وتلفيقها؟

- قال: لا..لا.. لكنكم فعلا تنافقون السيسي وتصنعون منه فرعونا جديدا 

- قلت: حلو قوي.. لماذا إذن سننافقه؟ قل لي سببا واحدا سنربحه إن كنا فعلا ننافقه؟

- قال: لأننا شعب نحب صناعة الديكتاتور ثم الخضوع له.. نحب جلادينا!

- قلت: إذن كيف ثرنا علي مرسي ؟ ولم نقبل باستمراه رئيسا ؟ لماذا تشتمون وتهينون شعبكم كل يوم ؟ لماذا تحبون وتعشقون تحقير أنفسكم؟ ومن الذي تسبب في فقدانكم الثقة في أنفسكم ؟ من الذي أوصلكم إلي هذه المرحلة ؟
- قال: كفاية تجريح لو سمحت ..

- قلت : أنت من تقول ذلك ؟ تهين شعب مصر كله وتقلد باسم وتقول إننا نهينك ؟ تتهمنا بنفاق رجل لا يعرفنا ولا نعرفه بشكل شخصي ولم تفكر للحظة كيف ننافق شخصًا لا يملك لنا نفعا ولا ضرا وليس بيننا وبينه مصلحة واحدة شخصية ؟.. ولماذا لم ننافق من سبقه إذن ؟ وإن كانت لدينا رغبة في أي مصلحه وإننا من ذلك النوع من البشر.. فهل كل الملايين مثلنا ترغب في مصلحة خاصة؟

وسنكون مثل المجانين ونصدق أن الملايين تنافق السيسي لمصلحة خاصة.. فماذا عن غير المصريين من الأشقاء العرب الذين يعشقونه أيضا ؟ يا راااجل فكروا الأول قبل ما تتكلموا.. ثم تعالي هنا.. إيه حكاية صناعة الفرعون دي ؟ كيف نسقط رئيسين وتتهمنا بذلك أصلا ؟ ولماذا تستكثرون علي الشعب المصري أن يجد أخيرا زعيما شعبيا كان يبحث عنه ؟ إن كراهية الإخوان له تكفي للالتفاف حوله.. وإفشاله للمخطط الأمريكي في المنطقة يكفي للوقوف معه.. ووقوف أمريكا ضده يكفي للالتفاف حوله.. وثقة العرب به تكفي للوقوف معه وخلفه والالتفاف حوله.. ماذا تريدون أنتم ؟ ومن أنتم أصلا ؟

- قال: السيسي يمثل عسكر مبارك.. إنه جيش كامب ديفيد الذي تربي علي أيد أمريكية!

- قلت: ألا تتوقفون عن صناعة أكليشيهات ترددونها بلا أي وعي؟ جيش مصر موجود بذاته قبل وجود أمريكا كلها بآلاف السنين.. وكيف يكون الجيش أمريكيا وفي عقيدته أن إسرائيل عدو مصر الأول ؟ كيف يكون كذلك وهو ينوع السلاح ؟ كيف يكون كذلك وهو أصلا من هزم أمريكا وتجسس عليها ؟ ألا تعرف قصة عبد القادر حلمي مهندس الصواريخ المصري البطل ؟ يوما ما ستعرف.. ولكن.. كيف يكون جيش أمريكا وأمريكا ستنفجر بالغيظ منه وتمنع المعونة والسلاح عنه للضغط عليه وتطويعه ؟

- قال : غدا ستعرفون حقيقة ما نقول.. 

- قلت: لا... الغد لنا نحن... يكفي أسطواناتكم التي مللنا منها السنوات الماضية.. دمرنا الجيش العراقي ومن بعده الليبي ومن بعده السوري.. السودان تقسم واليمن تدمر وليبيا في طريق التقسيم .. من لم يفهم حتي الآن لن يفهم أبدا.. ولا أريد أن أصفه حتي لا أجرحك..

-قال: أكثر من ذلك؟

- قلت: نعم أكثر من ذلك.. مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. وقبل أن ننصرف إياك أن تنسي أننا ضد مصادرة الرأي والتعبير وكل صور الإبداع وضد وقف برنامج باسم تحديدا.. لكننا نؤيد نقده وانتقاده وفضحه وفضح كل أشكال الاستهانة أو الاستهتار بالآداب العامة أو محاولة المساس بهيبة الجيش.. حصننا الأخير.. وهذا حق لخصوم باسم وأي باسم غيره.. أكرر عليك ذلك لأننا ننسي ونحرف الكلام ونسوق أحيانا كثيرة.. الهبل علي الشيطنة!
الجريدة الرسمية