رئيس التحرير
عصام كامل

أنا الرئيس!


إذا كان الرئيس السابق محمد مرسي قد أخفق في إقناع حراسه بمناداته بلقب الرئيس خلال الفترة التي تلت عزله واحتجازه.. فلن يفيده بالقطع أن يخرج كما هو متوقع في العفو عندما تبدأ محاكمته على قضائه بأنه هو الرئيس الشرعى للبلاد وأنه لا يحق لهم محاكمته، مثلما لم يستفد الإخوان من كل ما مارسوه من عنف طوال الفترة الماضية.. فلا هم استعادوا الحكم ولا هم نجحوا في جذب مؤيدين جدد لهم، ولا هم أيضًا أقنعوا الأمريكان والأوربيين بالتدخل العسكري في مصر لإعادتهم بالقوة إلى حكم مصر.. بل إن كل ما حصدوه مزيدًا من سقوط أعضاء جماعتهم في يد الأمن والعدالة، ومزيدًا من كراهية الشعب له.


هكذا سوف تمضى محاكمة مرسي كما هو مقرر لها حتى ولو قام الإخوان وحلفاؤهم من أعمال للتشويش عليها أو تعطيلها.. وسيجد الرئيس السابق نفسه مضطرًا للقبول بالواقع الجديد حيث إنه لم يعد رئيسًا بل صار الآن متهمًا يحتاج مجهودا قانونيا ضخما لإنقاذ نفسه من الاتهامات التي يحاكم عليها الآن واتهامات أخرى تنتظره وسيحاكم عليها مستقبلا.

وسوف يعود مستر كيرى وزير الخارجية الأمريكى إلى بلاده ويغادرنا بعد زيارة الساعات القليلة لنا دون أن تسفر هذه الزيارة عن شيء يفيد مرسي وإخوانه في التخلص من الملاحقات القضائية التي يتعرضون لها الآن.. فقد دارت عجلة المحاسبة القضائية للإخوان ولن يوقفها لا ضغوط الأمريكان ولا إرهاب الإخوان.. حكم الإخوان صار ماضيا تخلصنا منه ولن يعود.. والأمريكان أنفسهم باتوا يدركون ذلك.. وهم ليسوا لهم عزيز غال، وما حدث لشاه إيران منهم دليل على ذلك.. لكننا مع ذلك يجب أن ندرك أنهم ما زالوا ينادون بإعادة الإخوان من الشباك بعد أن تم طردهم من الباب.. والشباك هنا هو الحكم!
الجريدة الرسمية