رئيس التحرير
عصام كامل

أرض النفاق 2013

فيتو

أجدني أعود لرواية شهيرة للأديب يوسف السباعي اسمها أرض النفاق، وقد رجعت إلى تاريخ أعماله لأجده قد كتبها سنة 1949 في فترة حرب فلسطين وأجواء القلق التي عمت مصر في نهاية العصر الملكي وقد تلاحقت الأحداث على نحو عجل بثورة 23 يوليو 1952.

وهاهي فصول الرواية تتواصل كل يوم طوال العهود الماضية من الملكية إلى الجمهورية وقد كثر من يمجدون الملك فاروق ثم الرئيس جمال عبد الناصر ومن أعقبوه، وقد وصل المدي في عصر حسني مبارك أن كتب أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام مقالا في يوم ميلاد مبارك بعنوان "يوم أن ولدت مصر" وقتها كان يوم 4 مايو عيدا قوميا تتباري فيه كل الصحف في التهنئة باليوم الميمون!.

وذهب مبارك وزمانه وانتقل النفاق إلى الرئيس الإخواني محمد مرسي وقد وجد من يهللون له وكان مثيرًا أن يُجري معه حديث وللمصادفة في الأهرام أيضا بمقدمة لعبد الناصر سلامة بعد قراءتها يصل الإحساس للقارئ أن مصر تعيش في الجنة والمثير أن ذات الصحفي الآن يكتب عن الثورة دون أدني خجل. 

أرض النفاق دوما مثمرة "للأسف"وهاهي الأنباء تتواتر عن الاحتفاء بيوم ميلاد الفريق السيسي وزير الدفاع الذي يحل 19 نوفمبر في سابقة هي الأولي في تاريخ مصر لشخص استثنائي لا أعتقد أن سوف ينطلي عليه النفاق وكان من الأولي أن يُترك ليؤدي عمله، وتبقي أحاديث النفاق في بر مصر كثيرة وهي البلد التي تفردت بحكايات عن ديمومة الاحتفاء بمن في بريق السلطة حتي يزول البريق، وأجدني أختتم بمقدمة رواية أرض النفاق للأديب يوسف السباعي لفك لغز هذه الرواية المستمرة الفصول إلى ما شاء الله في"بر" مصر التي مازالت تبحث عن أمانيها وتصارع لأجل بلوغ المراد وقد قال السباعي في المقدمة:
 (إلى خير من استحق الإهداء إلى أحب الناس إلى نفسي.. إلى يوسف السباعي، لو قلت غير هذا لكنتُ شيخ المنافقين من أرض النفاق)..... يوسف السباعي متألق وقد شخص داءً لا يغلبه الزمن هو النفاق... مصر في عام 2013 وكل عام تُكرر نفس فصول الرواية على نحو يؤكد أن الحصاد قد يتعثر طالما النفاق لا يفارق الراكضين نفاقًا في أرض ما كان لها أبدًا أن ينسب إليها أنها...أرض النفاق!!
الجريدة الرسمية