محنة مُثقَّف وتخاذل وطن
لا كرامة لمثقف أو أديب أو أستاذ جامعى فى وطنه، لأن الكرامة تبقى دائمًا وأبدًا، فى مثل بلادنا، من نصيب لاعبى الكرة والفنانات والراقصات، وساء أولئك رفيقا.
السلطة الحاكمة فى دول العالم الثالث لا تعتز بكُتّابها ومُبدعيها ومُثقفيها، ولكنها تتباهى بأراذل القوم، وتضعهم فوق رأسها، وتقدّرهم ماديًّا ومعنويًّا، فإذا مرض أحدهم، نقلوه إلى أرقى المستشفيات، وإذا حقَّق أحدهم نصرًا تافهًا، سارعوا بتكريمه، ومنحوه الأموال، أما أولو العلم والفهم والأدب، فلهم رب يحميهم.
الناقد السينمائى والمترجم وعضو اتحاد كتاب مصر وعضو جمعية نقاد السينما حسين بيومى، واحد من هؤلاء، الذين دفعهم حظهم العثر إلى الانضمام إلى زمرة أهل الفكر والأدب والثقافة، الذين تنتهى حياتهم غالبًا دون تحقيق إنجاز مادى ومعنوى لافت، فالرجل منذ أن داهمه المرض اللعين لم يجد مَن يقف إلى جواره، يساعده فى محنته، أو يخفِّف عنه آلامه.
حسين بيومى، منذ أن غزا جسده مرضُ السرطان ونُقل إلى العناية المركزة، وهو يعيش فصول محنة إنسانية، لا حدود لها، فلم يسأل عليه أحد من أهل الحكم، ولم يقدم له أحدهم ما يعينه على دفع تكاليف مرضه، الذى يتطلب أموالًا طائلة، لا يمتلكها عادة مَن هم على شاكلته.
كان بيومى أُدخل إلى المستشفى فى حالة متدهورة، وتزداد حالته صعوبة بمرور الوقت.
وكان اتحاد الكتاب خاطب مستشفى معهد ناصر، الذى كان يرقد فيه بيومى قبل نقله إلى مستشفى الشروق، مُتحملًا نصف تكاليف العلاج فى حدود عشرين ألف جنيه، وهدَّد المستشفى بإخراجه، ولكن اتحاد الكتاب منعه من ذلك.
وأرسل اتحاد الكتاب مذكرة عاجلة إلى وزارة الدفاع طالبًا نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، أملًا فى الحصول على خدمة طبية متقدمة، ولكن دون مجيب.
ثم طالبت أسرة الناقد وأصدقاؤه كلًّا من وزير الدفاع ووزير الثقافة، بالتعجيل فى نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، لا سيما أن الرجل أمضى 7 سنوات محاربًا على جبهة القتال ضد العدو الإسرائيلى بعد هزيمة يونيو67 حتى أكتوبر73، ولكن دون رد، ورغم كل ذلك، فإننا نتمنى من وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، أن يصدر قرارًا عاجلًا، بعلاج الرجل على نفقة القوات المسلحة، فهل يفعلها؟