"الجارديان": انتشار الأمراض المعدية بين اللاجئين السوريين في تركيا
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن ناقوس الخطر يدق أجراسه في سوريا وسط انهيار الرعاية الصحية، والارتفاع الحاد لانتشار الأمراض المعدية.
وأشارت الصحيفة إلى عبور اللاجئين السوريين الحدود عبر تركيا وعبورهم إلى الدول الأوربية ما يتسبب في انتشار الأمراض في هذه الدولة وظهر في سوريا مرض الدزنتري والتيفود في جنوب أوربا نتيجة عبور المرضى الحدود إلى تركيا.
وحثت الصحيفة على ضرورة استعداد الطوارئ للرعاية الصحية وأن تكون في حالة تأهب دائما لأن الكارثة الإنسانية في سوريا تنتشر إلى تركيا وما ورائها.
وأشارت إلى إحدى الأسر السورية التي عبرت الحدود والأسلاك الشائكة بتكلفة 15 ليرة من أجل البحث عن علاج لطفلهم البالغ من العمر 12 أسبوعا بعدما فشل الأطباء في علاجه، وهناك أسرة أخرى عبرت بابنتهم الصغيرة من مدينة قامشلي إلى الحدود التركية بعد فشل الأطباء في سوريا من علاجها لمعاناتها مشاكل بالتنفس، مما يثير القلق لانتشار الأمراض في تركيا، وخاصة أنه لا يوجد تدقيق للحالة الصحية قبل عبورهم إلى الحدود التركية.
وحذرت الصحيفة من انتشار الأمراض المعدية من سوريا إلى الدول الأوربية عن طريق تركيا، مشيرة إلى انتقال المرض يشبه حالة المد والجزر، وينتشر داء الليشمانيات الجلدي الذي يسبب القروح للجلد، بالإضافة إلى مرض شلل الأطفال والحصبة والتيفود والسل.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من عودة مرض شلل الأطفال في شمال سوريا، وكانت جميع الأمراض السابقة تحت السيطرة في دول الجوار.
ويقول جنكيز جوناي سكرتير الغرفة الطبية في ديار بكر: "تمتد الحدود التركية السورية بطول 850 كيلومترا، ويقطع المواطنون على الجانبين الحدود دون تدقيق صحي، وليست هناك وسيلة للتأكد من الحالة الصحية لمن يقطعون الحدود".
وأضاف جنكيز: أن الأطباء يشكون في المناطق الحدودية من ضعف الإمكانات الطبية لمكافحة انتشار أمراض مثل الحصبة والتيفود والسل التي بدأت بالانتشار، مؤكدا أن كل يوم الناس يعبرون الحدود دون رادع في كلا الاتجاهين، سواء كانوا لاجئين أومهربين أو غيرهم، "ونحن لا يمكن أن نكون متأكدين مما إذا كان أي من هؤلاء الناس حاملين المرض أم لا، فهناك دراما إنسانية رهيبة في سوريا وحان الوقت للانتباه إليها".
وحث مسئول رفيع المستوى في الاتحاد الأوربي، كريستالينا جورجيفا المسئولة عن أكبر ميزانية في العالم للمساعدات الإنسانية، المجتمع الدولي على الإصرار لضرورة وجود مهنيين صحيين مثلما تواجد مفتشي المواد الكيميائية في سوريا".
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الذي أفاد بأن 60% من المستشفيات السورية دمرت وهرب العديد من الأطباء خارج سوريا، فضلًا عن انهيار الإنتاج المحلي لإنتاج الأدوية بنسبة 70% حيث كان الإنتاج الأدوية قبل عام 2011 وصل إلى 90%.