"نيويورك تايمز" تحمل المالكي مسئولية الاضطرابات بالعراق
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى واشنطن هذا الأسبوع، من أجل البحث عن مساعدات عسكرية ومساعدات أخرى، تعد تغييرا حقيقيا في سياسات المالكي، حيث إنه أجبر القوات الأمريكية على مغادرة العراق عام 2011.
وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم السبت - "إنه منذ مغادرة القوات الأمريكية الأراضي العراقية ازدادت الضغوط في البلاد، محملة المالكي قدرا كبيرا من المسئولية تجاه الاضطرابات الحالية في بلاده الآن".
وأضافت أن طلب المالكي للمساعدة أصبح أمرا ملحا جراء تزايد نشاط تنظيم القاعدة في العراق مرة أخرى، حيث قتل ما يزيد عن سبعة آلاف شخص في التفجيرات وإطلاق النيران في الأسواق والمقاهي ومحطات الأتوبيس والمساجد والمزارات الشيعية منذ شهر يناير الماضي.
وأشارت إلى أن القاعدة شنت هجوما مسلحا كاد أن يؤدي بالبلاد إلى حرب أهلية خلال عامي 2006 و2007، بينما تلقت هزائم متتالية من العشائر السنية بالعراق والقوات الأمريكية، لافتة إلى أنه بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق اكتسب التنظيم قوة ضد القوات العراقية التي أصبحت عاجزة عن حماية المدنيين بشكل كامل.
وألقت الصحيفة باللائمة على المالكي جراء ممارسته دورا محوريا في هذا الاضطراب، حيث اتهمته بأنه عمل على تأجيج الصراع الطائفي بدلا من توحيد كافة الأطياف بالبلاد حول أهداف مشتركة، معتبرة أنه استغل سلطته لصالح أنصاره من الأغلبية الشيعة على حساب الأقلية السنية في البلاد.
كما رأت أن استبعاد السنة من السلطة عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين أسهم في تأزيم الوضع بالبلاد، حيث تم استبعادهم من الحياة السياسية والاقتصادية، منوهة بأنه من الممكن أن يصبح العراق مكانا آمنا اليوم إذا كان المالكي توصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية حول إبقاء عدد صغير من القوات الأمريكية في البلاد بعد عام 2011 من أجل مواصلة التدريب العسكري للقوات العراقية، بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخبارية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المالكي كان بمقدوره أيضا أن يحظى بمصداقية أكثر في حالة تجنبه الانحياز التام لإيران، ورفض السماح لها بالتحليق في المجال الجوي العراقي من أجل تسليم أسلحة إلى النظام السوري.