رئيس التحرير
عصام كامل

د. إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر في حوار لـ"فيتو": الجامعة مؤسسة علمية تتسع لحرية الرأي وليست للتحزيب السياسي

فيتو

  • طلاب "المحظورة" لن يستطيعوا تعطيل الدراسة
  • لا توجد سفارات قامت بسحب طلابها من الجامعة
  • إطلاق موقع على الشبكة العنكبوتية يوضح دور الأزهر منذ نشأته حتى الآن
  • نرحب بأي مظاهرات طالما أن مطالبها مشروعة
تولى المهمة في فترة عصيبة جدا، اتسمت فترة توليه منصبه بأصعب الفترات التي شهدتها جامعة الأزهر على الإطلاق، واجهته منذ قدومه إلى الجامعة الكثير من العقبات أهمها " تسمم الطلاب"، ترك له سابقوه إرثا ثقيلا من المشاكل، وبفضل حنكته ورجاحة عقله التي أتت به إلى منصب نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، استطاع أن يحل تلك المشاكل، وتكون له علاقات طيبة مع جميع طلاب الجامعة بمختلف انتماءاتهم، وبسبب الأحداث التي تشهدها جامعة الأزهر، كان لنا هذا الحوار مع الدكتور إبراهيم الهدهد:


- كيف ترى المظاهرات التي تشهدها جامعة الأزهر؟
المظاهرات التي تشهدها الجامعة، لم تعبر قط عن التهديد والوعيد اللذين ملآ الدنيا ضجيجا من قبل الداعين لتلك التظاهرات، بخصوص الحشود وغلق جامعة الأزهر وما شابه ذلك، إلا أن تلك المظاهرات خرجت عن حدود السلمية، وقاموا بأعمال لا تليق بطلاب اطلعوا على كتاب الله وسنة رسوله، من كسر زجاج المبنى الإدارى بالجامعة، وبعض السيارات الخاصة بالجامعة، إضافة إلى حرقهم للمقاعد التي أعدت لتنزه الطلاب بين المحاضرات، والتعدى على بعض الأدوات الخاصة بأحد المقاولين الذي يقوم بإحلال وتجديد بعض منشآت الجامعة.

- البعض يتهم الجامعة بأنها سمحت بدخول قوات الأمن للحرم الجامعي؟
لم يحدث على الإطلاق أي اقتحام لحرم الجامعة من قبل قوات الأمن، وأنا من مكتبى أرى الجامعة بالكامل، وبخصوص القبض على عدد من الطلاب تم خارج أسوار الجامعة عند قطعهم لطريق النصر، وناشدت الطلاب أكثر من مرة الالتزام بالسلمية، حتى نضمن حمايتهم، إلا أنهم لم يلتزموا بذلك، وحطموا الأرصفة لقذف قوات الأمن بالحجارة من داخل الجامعة، وتمت معاينة ذلك من قبل النيابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

- ما تعليقك على "قانون التظاهر" الذي تعتزم الحكومة إقراره؟
اطلعت على القانون من فترة وليس على صورته النهائية، وبنود القانون الخاصة بالإخطار بموعد المظاهرة، وألا تعطل الطريق، معمول بها في كل دول العالم، خاصة أمريكا التي يتخذها البعض رمزا للديمقراطية، طبق فيها القانون وتم القبض على عدد من أعضاء الكونجرس، عندما خالفوا القانون تظاهروا في إحدى الولايات دون إخطار السلطات هناك، فيجب علينا أن نعطى مساحة إذا أردنا أن نوصل أي رسالة، ومساحة أخرى لعموم الناس يتحركون فيها بحرية، لأنه من غير المعقول أن أطالب بالحرية على حساب تقييد حريات الآخرين وحينما اطلعت على قانون التظاهر وجدته جيدا، لا يقيد الحريات، وبسبب الأحداث التي تشهدها الجامعة لم أطلع على آخر التطورات بخصوص القانون.

- وما أسباب اشتعال الأحداث داخل جامعة الأزهر؟
إذا نظرنا إلى مطالب التظاهرات التي تشهدها الجامعة، سنرى أنها خارجة عن إرادتنا، فالمطالب تتمثل في عودة الشرعية التي يدعيها الطلاب، وليس لنا علاقة بذلك، فالجامعة مؤسسة علمية تتسع لحرية الرأى، ولا تتسع للتحزيب السياسي، فالمطالب كلها تخرج عن نطاق الجامعة، وبخصوص المطالب الخاصة بالإفراج عن المعتقلين، شكلنا لجنة قانونية لبحث كيفية الإفراج عنهم، كأول جامعة في مصر تتخذ هذا الإجراء.

- وما الإجراءات التي تتخذها الجامعة ضد من يثبت تورطه في تعليق إشارات رابعة وكتابة العبارات المسيئة على الجامعة؟
من يبثت تورطه في ذلك يتم تحويله على الفور إلى مجلس تأديب، بتهمة تشويه المنشآت العامة، والإٍساءة إلى الرموز.

- هل لديكم خطة بديلة في حالة تعطيل الدراسة من قبل طلاب "الإخوان"؟
لم ولن يستطيع طلاب الإخوان أو غيرهم تعطيل الدراسة بجامعة الأزهر، فليس من المعقول أن تتحكم قلة في مصر فى 400 ألف طالب داخل الجامعة.

- كيف ترى مخاطر العمل السياسي داخل الجامعة؟
العملية السياسية تؤثر على الحياة بشكل عام، وليس على جامعة الأزهر وحدها.

- ما الإجراءات المتبعة تجاه الطلاب الوافدين حال مشاركتهم في التظاهرات؟
لكل حادث حديث، وإذا حدث ذلك، فهو خروج عن السلمية، وفى حالة ضبطهم سيتم تحويلهم لمجلس تأديب، ومن الممكن أن تصل عقوبتهم إلى الفصل من الجامعة.

- وهل توجد سفارات قامت بسحب طلابها من الجامعة؟
لا توجد أي سفارات، وإنما ماليزيا قامت العام الماضى بسحب طلابها من كل الجامعات، إلا أنهم عادوا مرة أخرى.

ما رؤيتك للمرحلة القادمة داخل الجامعة؟
نحن لا نستبق الأحداث، ونتعامل مع كل حدث في وقته، ونحن مستعدون تماما لأى شىء يحدث داخل الجامعة.


- هل وصف أعضاء جماعة الإخوان بـ"الإرهابيين" ساعد في انتشار أعمال العنف؟
ما تشهده البلاد الآن، لا نستطيع أن نختص به جماعة بعينها، وتوجد بعض الجماعات في مصر لديها الكثير من المتطرفين، ولا نستطيع أن نطلق على أي جماعة لقب" الإرهابية"، نظرا لأنه لا يوجد توصيف أو معنى محدد لتلك الكلمة، وجماعة الإخوان فصيل من المجتمع، ولا يقبل منهم أن يسيئوا إلى الفصائل الأخرى، ولا يقبل من تلك الفصائل أن تسيء لجماعة الإخوان.

- هل هناك مبادرات لاحتواء طلاب الإخوان داخل الجامعة؟
حينما تكون مطالبهم مشروعة، ومتعلقة بالجامعة، فسنستجيب لهم على الفور، هم أو غيرهم من الطلاب.

- هل لديكم خطة للنهوض بالطالب الأزهري؟
بالفعل شكل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لجنة تعمل على قدم وساق لتطوير المناهج بجميع المراحل، في التعليم قبل الجامعى والجامعة، بما يعادل قدرات المجتمع، ويوائم الواقع المعاصر.

- هل سنرى دورا سياسيا لجامعة الأزهر؟
جامعة الأزهر مؤسسة تعليمية، والعلم شريف ومنزه عن الدخول في العملية السياسية، وهذه هي رسالة الجامعة.

- كيف ترى وضع الأزهر في الدستور؟
يكفى دور الأزهر في الدستور المعطل أن له الاستقلالية التامة، وحينما يكون الأزهر كذلك، فهذا فيه الخير لمصر كلها، فهو أعرق مؤسسة علمية في العالم كله، فالأزهر في حالة مطمئنة، ويقفز قفزات من سنوات قلائل إلى الأمام، وسنرى قريبا على الشبكة العنكبوتية موقعا يوضح دور الأزهر منذ نشأته وحتى الآن، صوتا وصورة، بالتعاون مع وزارة الاتصالات، ومركز التراث الحضارى، ومكتبة الأزهر.

- لماذا تقوم المدينة الجامعية بتحصيل رسوم من الطلاب برغم صدور قرار بإعفائهم؟
المصروفات تنقسم إلى أكثر من بند، فهناك بند مصروفات الإقامة ومقداره 10 جنيهات في الشهر، وهو الذي يدخل في إيرادات الدولة، لأنها هي المسئولة عنه، وهذا هو الجزء الذي أعفى منه الطلاب، وبخصوص مصروفات تحسين الخدمة، فهى تدخل في صندوق خدمات تحسين المدن الجامعية، وينفق منها على العمالة داخل الجامعة، والتعاقدات مع شركات النظافة، وشركات تحلية المياه، وشركات مكافحة الحشرات، وكلها خدمات تعود على الطالب، وقرار مجلس الوزراء خاص بإعفاء مصروفات الإقامة فقط.
الجريدة الرسمية