رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يعني التقارب الأمريكي الإيراني المحتمل؟!


البعض ينعي على (الفرحين) فرحتهم بالتقارب الأمريكي الإيراني المحتمل، وكأن هؤلاء المتهمين بارتكاب جرم الفرح رقصوا في الشوارع علنا ابتهاجا باتفاق لم يبرم حتى هذه اللحظة والعبرة بالخواتيم!!.


الأسباب الموجبة للبهجة ( لو صحت التهمة!!) لا تشبه الأسباب التي استدعت بهجة ( ريا أو سكينة) بعد نجاحها في إبرام اتفاق زواج مع الشاويش عبد العال فانطلقت تغني ( ناسبنا الحكومة وبقينا قرايب) والحكومة هنا هى أمريكا!!.

هل حقا هناك من يرى المسألة على طريقة سكينة وعبد العال ( ناسبنا أمريكا وبقينا قرايب)؟! أم أن الأمر كله يتعلق بمحاولة تقليص مساحة المصائب والأحزان التي عانى وما زال يعاني منها جزء مهم وكبير من المسلمين يقتلون يوميا فرديا وجماعيا لا لشيء إلا لإجبار إيران على القبول بمطالب أمريكا كما هو الحال في العراق ولبنان!!.

لو تابعنا حجم العدوان والإجرام الذي يتعرض له العلويون في جبل محسن بطرابلس لبنان لا لغرض إلا النكاية بهم واستخدامهم كورقة ضغط على النظام في سوريا لأدركنا على الفور أن الأمر لا يتعلق ببهجة ولا فرحة ولا أفراح بل بمجازر عبثية يرتكبها مجرمون وقتلة متعطشون لمرأى الدماء دون أن يكون لديهم أي هدف إستراتيجي يسعون لتحقيقه.

ما يتمناه كثيرون ونحن منهم أن تكون المجزرة ( أي مجزرة وما أكثر المجازر) هى آخرها وليست حتى آخر الأحزان، فما زالت هناك جبال من الأحزان تجثم على صدر البشرية من جوع وفقر ومرض وتهميش ونحن من هذه البشرية التي تتقلى وتتلظى من الظلم والإجحاف.

بلدان كثيرة لم يكن لإيران فيها أي دور أو كان لها دور أشبه بقطرات من الماء مقابل سيول التمويل الوهابي تعرض فيها الشيعة للأذى والقتل والاعتقال والسبب هو تحقير إيران وإذلالها وتصويرها كدولة لا تقدر على حماية أصدقائها، علما بأن من قام ويقوم بهذه الانتهاكات يدرك جيدا أنه لا يوجد وراء هذه الأعمال أي هدف سياسي اللهم إلا القهر والظلم والإذلال.

دعك إذا من الحديث عن البهجة والفرح والسرور، فنحن لا نحلم بعالم أكثر أمنا أو عدلا أو حتى عالم خال من الانتحاريين والمفخخات، بل بعالم تقل فيه نسبة قتلى الإرهاب 25% عن المعدل الحالي وبدلا من أن يصبح ضحايا الإرهاب في العراق 1000 قتيل شهريا، ندعو الله أن يصبح عددهم خلال الفترة المقبلة 750 قتيلا فقط لا غير.
وطوبى لصناع القتل والإرهاب!!.
الجريدة الرسمية