رئيس التحرير
عصام كامل

حياد زائف


في معركتنا الحالية ضد عنف وإرهاب الإخوان وحلفائهم هل يمكن أن يكون المرء محايدًا؟!
بالطبع لا يمكن الحياد بين الإرهابيين ومن يتصدون لهم.. فالحياد في هذه الحالة يصب في نهاية المطاف لصالح الإرهابيين.. إنه دعم للإرهاب حتى ولو أنكر المحايدون ذلك وادعوا أنهم حريصون على حقوق الإنسان وعدم استخدام العنف المفرط من قبل أجهزة الأمن، ولو أيضًا تعلل هؤلاء المحايدون بأن الصلح خير، وأن العنف لا يولد إلا العنف، وأن الحل الأمنى للمشاكل السياسية لا يجدى!


لكن ما نواجهه الآن ليس مشكلة سياسية وإنما مشكلة إرهاب تحض عليه جماعة ترى أن العنف والإرهاب هو سبيلها الوحيد الآن لاستعادة سلطتها التي فقدتها، لذلك هي تدعم وتساند وتساهم في تمويل عدة جماعات إرهابية تنشط الآن في مصر، في ذات الوقت الذي تمارس فيه هي عنفا متزايدا خلال مسيراتها ومظاهراتها.. ومن يستخدم السلاح ضدنا لا يمكن أن نواجهه بالكلام!

لذلك الحياد هنا هو في حقيقته انحياز لمن يمارسون العنف ويستهدفوننا بإرهابهم.. الحياد هنا أكذوبة يروجها البعض أو هؤلاء الذين لا يقدرون على المجاهرة بإعلان تأييدهم السافر والواضح للإرهابيين.

الحياد هنا زائف وغير حقيقى، ولكنه دعم غير مباشر للإرهابيين.. وهذا ما فطن إليه المصريون البسطاء الذين صدمهم أمثال د.البرادعى حينما استقال من منصب نائب رئيس الجمهورية احتجاجًا على فض اعتصام رابعة المسلح بالقوة، وحينما اتخذت شخصيات سياسية وإعلامية مثل د.عمرو حمزاوى ومصطفى النجار وباسم يوسف موقفا وسطا خلال الحرب التي نخوضها حاليا ضد الإرهاب الذي تقوده حاليا جماعة تأبى القبول بأننا نرفض حكمها وثرنا عليها لكى نطيح بهذا الحكم ونتخلص منه.

لا حياد في المعارك المصيرية التي يخوضها الوطن.. ومعركتنا مع الإرهاب من هذا النوع من المعارك.. ولذلك ليس مقبولا أن يخرج علينا البعض الآن ليتحدث عن الانتماء لفريق ثالث، وكأننا إزاء صراع بين فريقين يحتاج لوسطاء للترتيب بينهما من أمثال د.كمال أبوالمجد أو د.سليم العوا أو فهمى هويدى أو مكى.

هذا الحياد المزعوم أو الزائف هو انحياز مستتر لجانب الإرهاب، وأصحابه اختاروا بمواقفهم هذه أن يقفوا بجانب من يخرب ويحرق ويدمر منشآتنا ويقتل أهلنا ويحاول أن يشل حياتنا ويحبس بلادنا في مشاكلها الاقتصادية.

مثلما اعتبر جموع الشعب من جاهر بممارسة العنف ضدنا وشن الهجمات الإرهابية علينا أعداء لنا فإن جموع الشعب ستعامل أصحاب هذا الفريق الثالث ذات معاملتهم للإخوان وحلفائهم من جماعات الإرهاب الأخرى التي لا تكف عن القتل والتخريب حتى الآن، بل وتصر على التمادى في إرهابها في هذه الفترة التي تسبق بدء محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، وتشهد قرب الانتهاء من صياغة دستورنا الجديد.

وهكذا مثلما خسر الإخوان شعبيا، وكانت خسارتهم فادحة، حينما لجأوا إلى العنف وحرضوا جماعات الإرهاب الأخرى على مجتمعهم، فإن هؤلاء الذين يتشدقون بالحياد بدعوى حرصهم على حقوق الإنسان خسروا هم أيضا شعبيًا، ولن يعوضهم عن ذلك أي شيء يستفيدون به لاتخاذهم موقف الحياد بل وفي ذات الوقت فإنهم لن يكسبوا الإخوان وحلفائهم، ولهؤلاء عظة فيما حدث من اعتداء الإخوان على زميلنا الصحفى خالد داود ولم يشفع عندهم أنه انضم للبرادعى مبكرًا في رفض فض اعتصامي رابعة والنهضة!
الآن الاختيار واضح لا لبس فيه.. أنت مع الشعب أم مع الإخوان.. والجميع سوف يتحمل تبعات اختياره.
الجريدة الرسمية