رئيس التحرير
عصام كامل

من أنت.. متدين ولا كافر؟


تخيل أنك في يوم من الأيام، وجدت إنسانا يتعرض لمضايقات أو إهانات تحدث له أمامك ؟ فما كان منك سوي محاولة الدفاع عنه ليس لشىء سوي لأنه إنسان وأنك تعلم معني الإنسانية !!


فيتم اتهامك بالتشيع وأنك شيعي لأن ذلك الشخص من الشيعة، وبالتالي فمحاولتك للدفاع عنه كإنسان يتم إقرانها بامتلاكك نفس التوجه، أو تكتشف أنه يتم اتهامك بأنك "ملحد" لأن ذلك الإنسان الذي أنقذته ممن يهينوه هو ملحد، وبذلك أنت تملك تعاطفًا مع الملحدين الواجب قتالهم وسحلهم والتبرؤ منهم، وبالتالي تحصل علي نفس النظرة من الازدراء والعبث وتمني القتل من جانبهم تقربا لربهم كما يفهمون !

أو تكتشف أنك "بوذي أو هندوسي أو تعتقد بديانة من الثلاث آلاف ديانة الموجودة علي الأرض ومنها ثلاث ديانات سماوية فقط، ويتم النظر إليك من المتشددين من أي دين منهم نظرة الغل والكراهية وتمني سفك دمك تقربا لربهم كما يعتقدون !

تناسينا معاني الإنسانية وتناسينا النظر للإنسان أن ما هو إلا طفل نشأ في حضن والداه يدينون بأي دين فصار خلفهم أو لم يدينوا بشىء فنهج منهجهم ولم يحمل أي ولاء لأي رب !

أو كان أكثر حظا وحاول أن يعلم نفسه ويصل لمرحلة من الثقافة جعلته يقارن بين الأديان والإلحاد والكفر والتدين والإلوهية والتعبد والولاء للمجهول وتصديق أو تكذيب الرسل.. ووصل بالنهاية لنتيجة أن يسلم لرب بعينه من الأديان السماوية أو الأرضية، أو أن يكفر بهم جميعا نتيجة لفكره وثقافته وحجم اطلاعه !!

وهنا علينا أن نسأل: أيهم يفيد "الإله" أكثر، عبد عرفه بالتفكير وبالبحث وبالدراسة وبالثقافة وبالعلم وبمقارنة الأديان وبطرح المنطق وتحليل المعجزات ووضع الشك واليقين في كفتي الميزان، أم عبد اكتفي بنقل ما آمن به أسلافه وصدقوه واعتنقوه وعشقوه وأحبوه دون أن يسألوا مجرد سؤال أو يقربوا من كلمة الشك ولو لحظة !!

نفس السؤال لمن ألحد: هل يفيد الإلحاد تابعيه إن أصبح من بينهم مفضلي العيش دون رب لأن قطاعا كبيرا من العالم يفضل أن يعيش هكذا وبالتالي لا حاجة لفروض تفرض وعبادات تؤدي والحجة أن هناك أعدادا كبيرة تفعل مثلما يفعل، وتعيش مثلما يعيش ؟
ما فائدة الإلحاد إن كان ناتجا عن كسل ونقل ما سبق من حجج وبراهين ووضعها بنفس هيكلها التي بنيت عليه من كفر بالغيبيات والإيمان بالمادة والتطور.

الإنسانية لا تعرف خانة الديانة في البطاقة، لا تطلب أن تكون مسلما لتحصل عليها، ولا يهوديا ولا مسيحيا وملحدا ولا أي شيء كان.. سوي أن تؤمن بأن كل البشر كانوا أطفالا وكبروا ولأسباب مختلفة جدا.. حصل كل فرد منهم علي ما هو عليه عند بلوغه ولتقديري: فقد حصل كل فرد علي ما يستحق.
ibra_reda Twitter
الجريدة الرسمية