وجاءكم كيري!
أرجو ألا نفرح كثيرا بزيارة السيد كيري وزير الخارجية الأمريكي المحتملة للقاهرة، باعتبارها أول زيارة لمسئول أمريكي لبلدنا بعد ٣٠ يونيو وعزل مرسي، ونحمل هذه الزيارة دلالات لا تستحقها.
صحيح أن وزير الخارجية الأمريكي ومعه وزير الدفاع الأمريكي كانا لا يحبذان فرض حظر على توريد الأسلحة الأمريكية لمصر، وصحيح أيضا أن للسيد كيري تصريحا مبكرا يتضمن قبولا بعزل مرسي.. إلا أننا يجب ألا ننسي أن السيد كيري شخصيا كان هو وقبل أن يتقلد منصب وزير الخارجية، الذي اقترح على الإخوان أن يقدموا مرشحا في الانتخابات الرئاسية المصرية، وذلك بعدما خشيت واشنطن وصول مرشح مثل حازم صلاح أبو إسماعيل إلى سدة الحكم في مصر.. وهذا يعني أنه قد تورط بشكل مباشر بالتدخل في الشئون الداخلية المصرية.
وأرجو ألا نغفل أيضا أن السيد كيري اختار زيارتنا في توقيت خاص، سوف يشهد زيارة مهمة لنا تتمثل في زيارة وزير الخارجية الروسي وسوف يصحبه زميله وزير الدفاع الروسي أيضا.. هو يأتي إلينا ليحاول احتواء الأضرار التي لحقت بالعلاقات المصرية الأمريكية بعد قرار البيت الأبيض بتجميد نحو ٥٠٠ مليون دولار من المساعدات العسكرية ووقف توريد طائرات إف ١٦ ومستلزمات إنتاج الدبابات، فضلا عن بعض الطائرات الهليوكوبتر، وهو ما رأي فيه الفريق السيسي تعاملا لا يليق بقامة مصر وجيشها وأبلغ ذلك لوزير الدفاع الأمريكي.
إن كيري يزورنا ليحمي مصالح بلده التي تضررت، وليكرر المحاولات الأمريكية لإعادة الإخوان إلى المسرح السياسي المصري مجددا، بعد أن طردهم المصريون من الحكم.