لجنة الاستخبارات في الكونجرس تقر مشروع قانون لمراقبة أنشطة التجسس
أقرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الخميس مشروع قانون لإصلاح القوانين المنظمة لأنشطة الرقابة التي تمارسها وكالات الاستخبارات، في خطوة أولى على طريق تشريعي طويل يرمي للحد من تداعيات تسريبات إدوارد سنودن.
ومشروع القانون، الذي أقرته اللجنة بأغلبية 11 صوتا مقابل 4 ونشر أمس الخميس، يتعين عليه أن يجتاز عقبات عدة قبل أن يصبح قانونا ويدخل حيز التنفيذ.
ومن أبرز العقبات التي تنتظره خلال الأشهر المقبلة إقراره في جلسة عامة لمجلس الشيوخ وكذلك أيضا إقراره في مجلس النواب، علما أن البرلمانيين الإصلاحيين عازمون على أن يكون الإصلاح جذريا وأن يحظر بالكامل عملية الجمع الشاملة للبيانات الشخصية التي تقوم بها حاليا وكالة الأمن القومي
وينص المشروع، الذي تقدمت به السيناتورة الديمقراطية دايان فاينشتاين، التي دافعت حتى الآن عن أنشطة وكالة الأمن القومي، على استحداث منصب في "محكمة مراقبة وكالات الاستخبارات الخارجية"، وهي محكمة خاصة تعود إليها مسئولية إجازة استخدام برامج المراقبة الاستخباراتية أو منعها.
والمنصب الذي سيتم استحداثه وفق النص المقترح سيشغله شخص يمثل المصالح المناهضة للحكومة من أجل أن يحقق التوازن داخل هذه المحكمة خلال المرافعات. ويتضمن المشروع الإصلاحي أيضا بنودا تعزز الشفافية داخل وكالات الاستخبارات كأن يرغم المسئولون في هذه الوكالات على إبلاغ الكونغرس بأي انتهاك للقوانين من قبل موظفيهم
غير أن التعديل لا ينص على وقف عملية جمع البيانات الهاتفية، لكل الاتصالات التي تمر بأحد مزودي الخدمة الأميركيين، وهي بيانات تشمل الرقم المتصل به وتوقيت الاتصال ومدة المكالمة، ولكنها لا تسجل فحوى المكالمة.
أوباما يأمر بوقف التنصت على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي
وفي سياق متصل، قال مسئول أمريكي مطلع إن الرئيس باراك أوباما أمر وكالة الأمن القومي بوقف التنصت على مقري صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وذلك في إطار مراجعة لأنشطة جمع المعلومات الاستخباراتية.
وهذا الأمر هو أحدث تحرك من البيت الأبيض لإظهار رغبة الإدارة الأمريكية في كبح بعض أنشطة المراقبة على الأقل في أعقاب تسريبات كشف عنها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي ادوارد سنودن بشأن برامج لجمع كميات هائلة من البيانات عن حلفاء وأعداء الولايات المتحدة والمواطنين الأمريكيين.
من جهته، أقر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس وللمرة الأولى بأن الولايات المتحدة "ذهبت بعيدا جدا" في بعض أنشطة التجسس.
وقال كيري خلال مؤتمر في لندن شارك فيه من واشنطن عبر الفيديو إنه "في بعض الحالات، أقر لكم، كما فعل الرئيس أوباما بأن بعضا من هذه التصرفات ذهب بعيدا جدا وسوف نحرص على أن لا يتكرر هذا الأمر في المستقبل".
وخلال المؤتمر الذي حضره خصوصا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج استفاض كيري في شرح أن ممارسات أجهزة الاستخبارات الأمريكية والكمية الهائلة من المعطيات التي تجمعها هي أمر لا غنى عنه في مكافحة الإرهاب ومنع وقوع هجمات محتملة.
وأضاف الوزير الأمريكي "أن رئيسنا مصمم على توضيح (...) وإجراء عملية إعادة نظر (في هذه الممارسات) من أجل أن لا يشعر أي شخص بأنه جرى خداعه"