رئيس التحرير
عصام كامل

ناصريون - للأسف - فى مستنقع باسم !


ناصريون كثيرون لم يقبلوا علي أنفسهم أن يروا تشبيها أو تلميحا أو تلويحا أو تهريجا أو تهبيلا يهدف أو يقول أو يوحي أو يشير أو يلمح بأن مصر يمكن تخيلها - مجرد تخيلها - أنها استغفر الله العظيم!


وناصريون كثيرون لم يقبلوا علي أنفسهم إهانة بلدهم.. لأنهم يتذكرون قدوتهم ورمزهم الذي ثار بنفسه وغضب غضب الدنيا علي واحد من أهم وأكثر مادحيه وأكثرهم تزلفا إليه علي الإطلاق.. وهو أنيس منصور لأنه أشار إلي مصر بأقل مما أشار إليه باسم يوسف!

وناصريون كثيرون لم يقبلوا علي أنفسهم أن يقال تلميحا أو تصريحا أو حتي تشفيرا.. بأن بلدهم تحت حكم "العسكر" من ستين عاما.. لأنهم لا يدركون فقط أن المعلومة خاطئة أصلا.. ولكن لأنهم أيضا يدركون أن الهدف هو خطيئة بحقهم وبحق وطنهم!

وناصريون كثيرون لم يقبلوا الاستهانة والسخرية أو حتي التلميح بهما بحق جيش بلادهم.. لأنهم يعرفون أن قتال الجيوش يبدأ عند الاستهانة بها وتحقيرها والحط من شأنها.. وهو ما لا يجوز بحق جيش أنصف شعبه وانحاز إليه ويمنعون عنه الآن السلاح والعتاد وقطع الغيار وأدوات القتال!

وناصريون كثيرون يلتزمون خطي زعيمهم ورمزهم.. المنحاز أصلا رغم أنه الثائر الكبير إلي سلوك عموم الشعب المصري المحافظ أصلا.. وهم يعرفون كيف كان التزام ناصر الأخلاقي.. ليس علي مستوي السلوك الشخصي فحسب حيث لا نساء ولا قمار ولا خمر ولا رذائل من تلك من أي نوع.. وإنما أيضا في رؤاه العامة وتصوراته.. فهو من تدخل برأيه مثلا رغم مشاغله ليغير عبارة لأحد برامج إحسان عبد القدوس الإذاعية كان يقول في ختامه "تصبحون علي حب" ! لأنه رأي أن الأدق والأفضل أن تكون العبارة هي "تصبحون علي محبة"، لأنها الأشمل والأوسع والأكثر قربا من مفاهيم وثقافة ووعي المصريين!

وناصريون كثيرون يعرفون أن ناصر هو من سمح لكتب سيد قطب بالطباعة والنشر وهو أيضا من سمح بنفسه بعروض مسرحيات "الفتي مهران" و "السلطان الحائر" وغيرها وهو من سمح أيضا بنفسه بعرض فيلم "شىء من الخوف"، وأيضا أفلام مثل "ثرثرة فوق النيل" و"ميرامار" بل ومنها من أنتجته الدولة بنفسها.. وهم بذلك يدركون أن رفض الشىء لا يعني مصادرته.. وإنما يدركون أن رفضه واجب وفضحه واجب ورفض صاحبه واجب وفضح صاحبه واجب!

ناصريون كثيرون عندهم وطنهم أهم مما سواه.. وعندهم قدرة علي فرز الدعاوي الخبيثة من الطيبة.. وعندهم قدرة علي الاتزان النفسي العام والشخصي.. وهؤلاء كثيرون والحمد لله بل هم الأغلبية.. إنما ننتقد أقلية آن لها أن تستيقظ أو تصنف نفسها بعيدا.. بعيدا!
الجريدة الرسمية