رئيس التحرير
عصام كامل

يد تدمر ويد تناور!


يد تبني ويد تحمل السلاح.. هذا الشعار الذي رفعه عبد الناصر بعد ثورة 23 يوليو 1952 ، وجاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عام 1974 في خطابه التاريخي أمام الأمم المتحدة في نيويورك ليحمل السلاح في يد وغصن الزيتون في اليد الأخرى ليدافع عن مصالح الشعب الفلسطيني، ويقول لا تجعلوا غصن الزيتون يسقط من يدي.


لكن الإخوان يتبنون شعارا جديدا مضمونه "التخريب والتدمير" وعنوانه "يد تدمر وتخرب ويد تناور لتحقيق مكاسب سياسية"، من خلال استخدام العنف والتحريض عليه منذ تولي مندوب الجماعة منصب الرئيس في يونيو 2012.

شاهدنا ذلك في الاتحادية بعد الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012، وأمام مكتب الإرشاد في المقطم، وفي بين السرايات والمنيل وميدان الجيزة وميدان النهضة ورابعة العدوية بعد فض الاعتصام المسلح للإخوان وحلفائهم في 14 أغسطس الماضي.

ونراه منذ بدء العام الجامعي باقتحام المكاتب الإدارية في جامعة الأزهر ومحاولات منع الدراسة في جامعات عين شمس والقاهرة والزقازيق والمنصورة.

ومحاولات الوصول إلى ميدان رابعة العدوية وإغلاق طريق النصر في مدينة نصر واستفزاز الجيش والمواطنين، واستخدام العنف ضد المواطنين المؤيدين لثورة 30 يونيو واستبداد الجماعة الإرهابية.

وتخوض الجماعة وتنظيمها الدولي المعركة ضد الجيش المصري، مثلما يفعل الكيان الصهيوني في سيناء، بقتل الجنود الشبان الذين لم يرتكبوا خطأ وكانوا يؤدون الخدمة الوطنية ومنهم أخي وأخيك، ويحمون الحدود من أي اختراق خارجي، ويقومون بتفجير مديرية أمن جنوب سيناء وينصبون الكمائن لرجال الجيش والشرطة دون مبرر سوى محاولة إضعاف هذه الدولة وإثارة الفوضى لصالح التنظيم الدولي للجماعة وأجهزة مخابرات بعض الدول مثل قطر وتركيا.

وفي الوقت نفسه الذي تستخدم الجماعة فيه الإرهاب ضد مؤسسات الدولة المصرية يدفعون أنصارهم من الكتاب والصحفيين والمحامين بخلق مبادرات لما يسمى مبادرات مصالحة تضع الجيش ومؤسسات الدولة بندية واحدة مع الجماعة ومكتب إرشادها وتنظيمها الدولي لإخراج الجماعة من مأزقها الراهن ولإحراز أي مكاسب ممكنة.

وحتى تحتفظ الجماعة بوضعها والرجوع إلى ساحة العمل السياسي مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن والإفراج عن قياداتها المحبوسة بارتكاب جرائم ضد المصريين والتحريض على العنف.

شاهدنا عددًا من هذه المبادرات العبثية التي تضع شروط الإخوان في قالب تفاوضي، من جانب محمد سليم العوا والكاتب فهمي هويدي وعبد المنعم أبو الفتوح وكلهم من أعضاء الجماعة وأنصارها، وأحمد كمال أبو المجد ومبادرة أخرى من جانب الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء.

وهي شروط مستحيلة القبول، إذ أنها تتطلب العودة 180 درجة إلى الخلف وكأن ليس هناك ثورة لم تقم ضد استبداد الإخوان وتدعو إلى إعادة الجماعة ورئيسها مرة أخرى، وفي مبادرة أخرى العودة ثم تفويض صلاحياته لوزارة جديدة، طبعا الجماعة تعيش في عالمها الخيالي تضع شروطًا مستحيلة أحيانا وهي تعرف ذلك لكي تضمن سلامة قياداتها وإخراجها من السجون.

وهي في مسعاها ذلك لا تتورع عن طلب التدخل الدولي للضغط على الدولة المصرية بما في ذلك قطع المعونة، وتضغط على الوطن اقتصاديا بمحاولة ضرب مجرى قناة السويس.

وبذلك ترفع الجماعة المحظورة الشعار بطريقتها الخاصة في التخريب والتدمير، وتسعى لابتزاز المصريين ولذلك فهي أصبحت طائفة لا تنتمي للشعب المصري وعلى أنصارها الذين تم غسل أدمغتهم إدراك ذلك وممارسة السياسة من أبوابها السلمية وإعلان البراءة من كل أفكارهم العنيفة .
الجريدة الرسمية