مصر مش وجهة نظر: من هم العبيد؟!
لطالما تأملت آيات القرآن، وإرسال الله أنبياء مصر إلى الفرعون والعزيز وليس إلى الأقوام كبقية ما ذكره الله في كتابه العظيم، إن التغيير في مصر يأتي من أعلى واحترام الشعب للفرعون أساسي. إنها طبيعة جيوستراتيجية لمصر منذ القدم. فشخصية الشعوب، يصنعها التاريخ والطبيعة الجغرافية لها، وليس الرجال مهما بلغت قوتهم، إلا إن تماشوا مع الصياغة التاريخية للبلاد.
وهكذا، فإن الحس الوطني يعمل سريعاً لدي المصريين، ويوجه بالاحترام تجاه قائد البلاد، وقد اتضح أنه الجيش منذ 11 فبراير 2011، ولذا توجهت المؤامرة بقيادة الإخوان لتواجه الجيش، لأن إنجاز إسقاط مصر لصالحهم لم يتم، حينما سلم مبارك السلطة لرُفقاء السلاح، في إعلان حرب ضمني يوم 30 يناير 2011 بغرفة عمليات القوات المسلحة.
وبدأت مواجهة الجيش بالشعار الإخواني: "يسقط يسقط حكم العسكر" وباستغلال المدنيين، كما يفعل الإخوان دوماً، منذ عقود، مثلما فعل اليهود بالسود في الولايات المتحدة، وفعل غيرهم نفس الفعل في بُقع متعددة من العالم، حدث هذا، رغم أن مصر لم تحكم عسكرياً على مدى عصرها الجمهوري، لأن دستورها كان دوماً مدنيا، ولقد قام الجيش بثورة 23 يوليو السارية المفعول حتى اللحظة، وعرف مكونات التربة المصرية وثوابتها، فحق على رجال مدنيين سبق لهم العمل به، حُكم البلاد المهددة دوماً من الخارج ولذا سُميت: "مقبرة الغُزاة"!!
لقد بُنيت أطروحة إسقاط حكم الجيش على الزيف، بينما إسرائيل، الخصم التقليدي لمصر يحكمها دوماً مدنيون سبق لهم الخدمة العسكرية، كما أن الولايات المتحدة، حكمها 33 رئيسا من أصل 44 رئيسا من خلفية عسكرية، ولقد ترشح جون ماكين العسكري السابق في انتخابات رئاسية وخسر، ولم نسمع أي أطروحات مُشابهة في أمريكا، لأن لا أحد يوجه الأمريكان من الخارج كما يحدث لعبيد أمريكا من الإخوان أو من يمضي على نهجهم من متمسكين بأيديلوجيات مستوردة ومشوهة لمصر!!
وعندما خسر الإخوان الجولة في إسقاط الموروث المصري المتعلق بالجيش، جاء "سلاح السخرية" من خلال باسم ومن شابهه. فالمعروف أنه يُمكنك أن تسخر من سلوكيات مُعينة في أي مجتمع، للنيل من عادات وتقاليد بذاتها، فيتوقف الناس عن التعامل بها، حينما يدركون أنها سيئة، وبالتالي بدأ البرنامج في إظهار إجلال المصريين للجيش بأنه أمر مُشين، وذلك عن طريق استهداف الفريق أول عبد الفتاح السيسي، فكان الخطأ القاتل الذي وقع فيه باسم في إطار عبادته للفكر المستورد وليس في استهدافه للفرعنة، لأنه هو ذاته صُنع منه فرعون، ولكنه سقط!!
وبالطبع، فإن النظري يسقط أمام الواقعي، فماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الجيش لم يقف مع الشعب في 30 يونيو؟! بالتأكيد ووفقاً لما كان يُقال من عبيد الإخوان: مذابح وإبادة لكل من وقف ضد الإخوان وبالتالي، فإن من يقف ضد السيسي كرمز للقوات المسلحة، يقف مؤيداً لتلك المذابح ضد المصريين!!
فلا يُمكن أن تُبني فرضيات على ما هو كائن فقط، ولكنك تختبر ما كان يمكن أن يحدث أيضاً، والمُنقذ أو المسيح هنا أو في أي مكان آخر، حينما يُستهدف خارج سياق الأخلاق والقيم، خاصةً أنه هو شخصياً متواضع ولا يقوم بما يمكن وصفه بكونه ديكتاتوري؛ يُصبح استهدافه استهدافاً لمن يحترمونه كرمز وطني، وبالتالي يُصبح الاستهداف لمصر!!
ليس المصريين عبيداً لبيادات ولكنهم يحترمون رموزهم وجيشهم، وليس العبد إلا من يعبد فكراً مستورداً يُملي عليه فعله ضد بلاده!!
مصر مش وجهة نظر!!
وللحديث بقية،
وتحيا مصر..