رئيس التحرير
عصام كامل

«بوتين يمزق تحالفات واشنطن».. منع نشر الدرع الصاروخية بأوربا.. ينفرد بضخ الغاز لألمانيا.. يمتلك أوراقا كثيرة بجورجيا.. تلاعب بأوباما في سوريا.. يدخل في تحالفات ضخمة بأمريكا الجنوبية وآسيا

فلاديمير بوتين الرئيس
فلاديمير بوتين الرئيس الروسي

صحيح أن الحرب الباردة انتهت بين واشنطن وموسكو، إلا أن الصراع القائم بين المخابرات الروسية ونظيرتها الأمريكية لم يتوقف، وتحديدًا في ظل تواجد "فلاديمير بوتين" الرئيس الروسي الذي يصنف على أنه الأقوى في تاريخ البلاد.

ومنذ وصوله للسلطة استطاع "بوتين" وقف نشر الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوربا، كما سيطر على الطاقة في ألمانيا بعد عقده عدة صفاقات للغاز مع ألمانيا في عهد المستشار شرودر.

في الوقت نفسه تمكن بوتين من عقد صفقات جديدة مع اليونان قد تخرجها من الاتحاد الأوربي بعد تخاذل الأخير في أزمتها الاقتصادية. بالإضافة إلى إيقافه المد الأوربي بضم دول جديدة للاتحاد تضع روسيا عينها عليها كامتداد لأمنها القومي، كما يقف عقبة اليوم أمام انضمام أوكرانيا لاتفاقية التجارة الحرة بعد أن أغرقها في ديون تطالب بها روسيا اليوم، ولعل أبرز ضرباته إخضاع جورجيا للسيطرة الروسية.

رجل الاستخبارات "بوتين" لعب أدوارًا هامة في الحد من الهيمنة الأمريكية سياسيا وعسكريا، كان أبرزها عسكريا التشويش على الصواريخ الأمريكية إبان حرب العراق، ووقف التدخل الأمريكي في سوريا، وخلق تواجد مماثل للبحرية الروسية في البحر المتوسط. ومن الناحية السياسية تمكن من عقد حلفًا جديدًا مع إيران كورقة ضغط على منطقة الخليج العربي.

أما اليوم، فيتلاعب "بوتين" بالولايات المتحدة والاستخبارات الأمريكية، كي يسقط نظرية العميل المزدوج لصالح أمريكا، فجعل من "سنودن" عميلا مزدوجا لصالح روسيا، يكشف من موسكو أسرار أجهزة المخابرات الأمريكية.

كما أن عدة تقارير تقول، إن "سنودن" لديه الكثير من المعلومات للروس قد تمكنهم من إلحاق بلا شك أضرارا فادحة بواشنطن، لذا قد تفقد الولايات المتحدة أصدقائها الدوليين بما يزعزع استقرارها. ما جعل واشنطن تقبل بالضغوط الروسية، وخير مثال القضية الروسية والتحول الأمريكي في التعامل مع القضية السورية. 

لقد استطاع بوتين أن يخلق لواشنطن أعداء في كل أنحاء العالم ففي أمريكا الجنوبية نجد فنزويلا وكوبا، وفي آسيا هناك كوريا الشمالية وإيران، وفي أوربا أيضًا استنكارا واضحا لسياسة واشنطن حتى المواطن الأوربي يبغض دور واشنطن الدولي، وفي أفريقيا أيضا القاعدة يزداد نفوذها.

وعن المشهد العربي، فقد شهدت المنطقة تغيرا خطيرا يتضح جليا من خلال التوتر والقلق السعودي والخليجي من التحول الأمريكي بشأن القضية السورية بسبب وجود لاعب جديد في الساحة يطرح عروض صفقات سلاح روسية متقدمة، ويتعهد بوقف الحملة الإعلامية ضد المملكة في وسائل الإعلام الإيرانية هو أيضًا "فلادمير بوتين".

لاشك أن مطالبة واشنطن بالحل السياسي في سوريا بسبب الضغوط الروسية، جعل السعودية تشعر بالتخبط في السياسة الخارجية الأمريكية وأن الولايات المتحدة لن تضمن أمن الخليج طويلا، لذا تتحفظ الرياض على السياسة الأمريكية وتجعلها تجمد عضويتها في الأمم المتحدة، وتتجه نحو تحالف عربي قوي مع مصر والأردن.

فلادمير بوتين مصنف بالرجل الأقوى في العالم اليوم، بعد اختيار مجلة "فوربس" الأمريكية له كالشخصية الأكثر تأثيرًا في العالم لعام 2013، وعلقت بقولها "بوتين يضغط اوباما ويحرج أنجيلا ميركل ورجاله ينشرون مقالات في الصحف الأمريكية".
الجريدة الرسمية