رئيس التحرير
عصام كامل

«السواحل.. قرية الإرهاب بدمياط».. النقاب والجلباب القصير الزى الرسمى للأهالى.. سالم: الأمن يلاحق التكفيريين منذ التسعينيات.. الزواج المبكر للفتيات «عادة».. الوحدة الصحية والمدرسة ح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تكن الخلية التكفيرية التي ألقت قوات الأمن بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني بدمياط القبض عليها منذ أيام قليلة، هي الخلية الوحيدة الموجودة بقرية السواحل بمحافظة دمياط.


فالقرية التي تتبع مركز كفر سعد وتحظى بموقع مترامي على أطراف دمياط، كانت منذ بداية تسعينيات القرن الماضي بؤرة لتجمع أعضاء جماعة "التكفير والهجرة"، وعدد قليل من أعضاء جماعتي "السنة المحمدية" و"دعوة الحق" السلفيتين، حتى إنها كانت تلقب بين أوساط الدمايطة بـ"قرية الإرهاب".

"فيتو"، توجهت إلى هناك والتقت الحاج محمود سالم، من أهالي القرية الذي قال إن قوات الأمن كانت تقتحم القرية منذ بدايات عام 1991 للبحث عن أعضاء الجماعات الجهادية، قبل أن يسافر بعضهم إلى بلدان مثل أفغانستان وباكستان للجهاد مع كتائب المقاتلين ضد الاتحاد السوفيتي مع مجموعات من تنظيم القاعدة كنوع من "الجهاد".

وأشار "سالم" إلى أن الخلية التي تم إلقاء القبض عليها مؤخرًا كان من بينهم من سافر إلى أفغانستان ثم عاد إلى مصر وسافر مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير واشتعال الأزمة في سوريا للجهاد مع الجيش الحر.

وحسب مصادر أمنية، فإن شيخا يدعى عبد الرحمن تزعم منذ فترة طويلة إمارة الجماعة في القرية التي تعاني من فقر مدقع وتشدد بين الأهالي، حتى إن "النقاب" هو الزي الرسمي للسيدات من سكان القرية، إلى جانب الجلاليب القصيرة التي يرتديها الرجال أصحاب اللحي القصيرة إلى حد كبير، فيما يعتقدون أنه اتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فيما قال "سعد خليل - نجار"، إن أهالي القرية طيبون لكنهم ملتزمون بالتعاليم الدينية مخافة الله واتباعا لسنة رسوله وعملا بما جاء به السلف الصالح، حسب قوله، موضحًا أن هناك عادات قائمة بين الأهالي مثل زواج الفتيات مبكرًا وهو أمر – من وجهة نظره – حماية للفتيات من الوقوع في براثن الخطيئة وحفظًا للسياق العام للمجتمع وعفة للشباب أيضًا.

ويهتم أهالي القرية بالكتاتيب، فيذهب الأطفال منذ سن مبكرة لتعلم القرآن على يد محفظين بمقرأة داخل كل مسجد، يتولى مسئوليتها أحد الشيوخ الثقات، فيما يطالب أحمد يوسف المسئولين بمحافظة دمياط بالاهتمام بالصرف الصحي وبناء وحدة صحية جيدة لتقديم الخدمة لأبناء القرية، مشيرًا إلى أنهم سبقوا أن تظاهروا أمام ديوان عام محافظة دمياط منذ نحو عام للمطالبة ببناء مدرسة ووحدة صحية ورصف الطريق الخاص بالقرية بدلا من تعدد الحوادث عليه كل يوم، غير أن اللواء محمد على فليفل محافظ دمياط وقتئذ وعدهم بتنفيذ مطالبهم دون أن تتحقق حتى الآن.

وعن الخلية التكفيرية التي تم القبض عليها، قال مصدر أمني، إن قوات الأمن رصدتها منذ فترة طويلة، حيث وجدت أن عضوين سافرا إلى سوريا من أهالي القرية ثم عادا لينشرا مع زملائهما من أعضاء الخلية فكرا متطرفًا واستغلت الخلية بعد القرية جغرافيا عن مدينة دمياط، لكن القوات الأمنية ألقت القبض عليهم وبحوزتهم كتبًا تحريضية ومنشورات خاصة بالفكر الجهادي، واعترف اثنان من الثمانية أعضاء بسفرهما إلى سوريا، مشيرًا إلى أن النيابة العامة تحقق معهم حاليا.
الجريدة الرسمية