رئيس التحرير
عصام كامل

لصوص جامعة الأزهر


إن ما يحدث الآن داخل الحرم الجامعى لجامعة الأزهر، من تكسير وهدم وتشويه الحوائط وتقطيع المستندات على يد الطلبة المراهقين المأجورين ومعهم شباب من خارج الجامعة، إن دل على شىء فإنما يدل على العفن الداخلى فى قلوبهم وعقولهم جعلهم لا يرون إلا القبح ويحولون من أى قيمة جمالية قبحاً، فليس لديهم فكرة يدافعون عنها إنما هى فقط الأوامر العليا من قيادات الإخوان والأموال التى يدفعونها والتى يسخرونها لهدم مصر وزعزعة استقرارها.


فإذا عقدنا مقارنة لشباب ثورة 25 يناير الحقيقيين، سنجد أنه بعدما انتهت وتحققت ما طالب به الثوار فى التحرير حيئذ وعندما هدأت الأمور ماذا فعلوا وجدناهم يدهنون الأرصفة ويرممونها ويزرعون أحواض النباتات ويرسمون الجداريات، فشعرنا بنهضة حقيقية وقف العالم أجمع لأول مرة فى التاريخ ينظرون إلى هولاء الشباب، شباب مصر كيف يبنون ويحافظون على حضارتهم.

وذلك لأنهم على يقين من أن مصر هى بلدهم وثرواتها هى ثرواتهم وحضارتها هى الحضارة التى بناها أجدادهم، فكيف يفرط ويحرق الفرد فى ما يملك.. مستحيل.

إنما من يحرق ويدمر هو لص يشعر بداخله وعن يقين أنه لا ينتمى إلى مصر ويهددون من ينتمون ومستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل حفنة من تراب هذا الوطن لعلمهم بأن المصريين الحقيقيين يحبون بلدهم ولكننا نحن المصريين لن نخاف ولن نركع لأحد مهما كان.

فانظروا وأنتم تقرأون تاريخ مصر منذ احتلال الإنجليز لمصر إلى وقتنا هذا إلى ملايين الشهداء الذى ضحوا بأنفسهم وأولادهم وممتلاكاتهم من أجل استرداد كل شبر من أرض مصر ومازال المصريون الحقيقيون يضحون بكل ما لديهم من أجل تراب أراضيها فكم هى غالية ترابك يا مصر وكم أنتم عظماء أيها المصريون من قديم الأزل إلى الآن.

فبعد كل هذا تخافون على مصر لا والله مصر باقية وحفظها الله وسيحفظها إلى الأبد.. نعم مصر مصابة الآن بالسرطان الإخوانى الذى يعيق بعض الشىء حركتها نحو التقدم ولكنه سرطان قد زبلت خلاياه وتحتضر وستنتهى بلا رجعة وستتعافى مصر لتعود أفضل مما كانت وليس هذا تنبوء بل هى رؤية عن دراسة التاريخ بالعقل والقلب والمنطق.

نعم نصرخ من التفجيرات والحرائق وانقسام المجتمع المصرى بين مؤيد ومعارض ولكن سستتذكرون كلامى هذا، فنسبة كبيرة من المعارضين الذين مازالوا بداخلهم بصيص من نور سوف لا يدخرون وسعا لبناء مصر إذا شعروا بأن مصر فى احتياج لهم والبقية الباقية الذين تمكن منهم العفن والصدأ القلبى والعقلى فسيلفظهم المجتمع وسيتوارون خلف الأسوار.. تحيا مصر تحيا مصر.. 
الجريدة الرسمية