رئيس التحرير
عصام كامل

التمرد على "تمرد" وشماتة الإخوان!


لا نرتاح أبدا أن تختلف القوي المدنية فيما بينها، بينما الإرهاب موجود في كل مكان.. لا نرتاح أن يتفكك التحالف المعادي لقوي الجهل والظلام ونحن في مرحلة انتقالية صعبة وشاقة والضباب يلفها ومن كل مكان.. لا نرتاح أن تكون الغيرة عنوان العمل السياسي وأن يتداخل الخاص مع العام ويلتبس الشخصي مع الموضوعي!


وفي الأصل وخصوصا في العمل السياسي.. أن تستمر التحالفات والجبهات طالما استمرت الأسباب التي أدت إلي وجودها.. وتجربة الإخوان في الحكم والسلطة دعت إلي تحالف خصوم كثيرين لم يجمعهم إلا الرغبة في التخلص من الإخوان.. وبعضهم ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم.. وبالتالي فالكل تجمع علي قلب رجل واحد.. يقدمون المصلحة العامة علي الخاصة.. يقدرون الظرف التاريخي الصعب الذي تمر به البلاد.. يؤجلون ما بينهم من خلافات ومشكلات لحين التخلص من خطر أكبر.. وحتي اللحظة.. حتي اللحظة.. لم ينته خطر الإخوان بل نري أن مخاطره علي البلاد والعباد في تصاعد مستمر وتتوسع مصادر إرباكه لحياة المصريين وأصبحت تتمدد من سيناء إلي القناة.. ومن القناة إلي الدلتا.. والكارثة أن تنتقل من الدلتا إلي الصعيد..

والخلاصة: لا وقت إطلاقا لخلافات الناصريين مع الشيوعيين.. ولا الليبراليين مع اليساريين.. ولا كل ذلك مع فصائل متراجعة عائدة نادمة من تيار الإسلام السياسي لا تقابل الآن إلا بالسخرية والمعايرة غير المبررة.. لا وقت الآن إلا للوحدة والعمل المشترك.. واستيعاب أن معركة برلمانية قادمة تستوجب وحدة الصف وإلا فسوف يذهب البرلمان كاملا أو في غالبه لفلول الإخوان والقادرين علي التحالف معهم!

من شيم أهل الفضل الاعتراف بفضل أهل الفضل.. و"تمرد" شئنا أم أبينا قدمت جهدا وطنيا رائعا في وقت كان فيه البعض يمسك العصا من المنتصف أو غايته أن يكون من الناجين من طوفان محتمل.. ولعبت "تمرد" وقتئذ دورا منظما مبهرا في توحيد المصريين وتنظيمهم في وقت لم يكن أحد يتخيل إتمام تمرد لحملتها وليس حتي رحيل الإخوان! وعرض أبناؤها وكوادرها أنفسهم للخطر.. في أرواحهم وأعمالهم فكانوا وقودا مع غيرهم للثورة علي الجماعة الأسوأ في تاريخ العالم!

بصراحة.. يا شماتة الإخوان في الكل.. خصوصا أننا في مشهد يتصارع فيه الكل مع الكل وبغير أي مبرر نفهمه أو حتي لا نفهمه!!

الجريدة الرسمية