رئيس التحرير
عصام كامل

"الجيش" يتحفز والجميع يترقب.. هانى: الوحيد القادرعلى استعادة السيطرة.. عز الدين: تواجده محتم بعد فشل الداخلية.. عبد الظاهر: تصعيد غير مبرر للمواجهة.. إسماعيل: نزوله يعنى سقوط شرعية مرسى

فيتو

تسببت أحداث اليوم من اقتحامات لمقارات المحافظات وتبادل العنف بين قوات الأمن والمتظاهرين وقطع للطرق والتعدى على بعض المنشأت فى حالة من القلق داخل الشارع السياسى والأمنى، وذلك خوفا من انفلات الوضع وتزايد حدة المواجهات التى قد تتسبب فى سقوط مزيدا من الضحايا والشهداء بعدما أعلنت وزارة الصحة عن سقوط 5 شهداء بالفعل بمدينة السويس، وهنا يظهر الحديث عن نزول الجيش للشارع مرة أخرى، لمحاولة ضبط الأمن واستعادة السيطرة مرة أخرى على الأوضاع فى ظل انفلاتها من قوات الشرطة، وهو ما اختلف حوله الخبرءا، مؤكدين أن الجيش هذه المرة لن ينزل إلا بشروط معينة إلى جانب أنه ينتظر لحظة معينة ستكون الدافع لاتخاذ هذا القرار إلى جانب أن إقدامه على هذه الخطوات ستحمل دلالات عديدة قد يكون أبرزها اهتزاز شرعية الرئيس.


أكد الخبير العسكرى اللواء محمد هانى زهر أنه فى حال تصاعد الأحداث، واستمرار العنف، والاستمرار فى التعدى على المنشآت العامة، والتعدى على سيادة الدولة، حتى بعد غد السبت، فسيتم الاستعانة بالقوات المسلحة لضبط الأمن فى الشارع.

وقال إن القوات المسلحة لديها القدرة على استعادة ضبط الأمن فى الشارع، مشيرا إلى امتلاك الجيش لخطط تجعله قادرا على نشر القوات فى كل المحافظات فى وقت واحد، حتى وإن اضطرتها الظروف إلى استخدام الطائرات الهليكوبتر لإرسال قوات لتأمين المحافظات البعيدة.

ووصف المتظاهرين الذين اعتدوا على مبنى محافظة كفر الشيخ، ومترو الأنفاق بالمجرمين الذين يستوجبون العقاب، وقال إنه فى حال نزول القوات المسلحة، فإنها ستتعامل بكل قسوة مع مثل هؤلاء الذين لا يقلون إجراما عن إرهابى سيناء، على حد تعبيره، مؤكدا أن التعامل من حيث استخدام القوة سيكون على حسب الحدث وعنفه، مشيرا إلى أن القوات المسلحة قد تلجأ إلى استخدام القوات الخاصة أو قوات الصاعقة للسيطرة على الأوضاع.

أما اللواء علاء عز الدين، مدير مركز دراسات القوات المسلحة السابق، فأكد أن القوات المسلحة من الممكن أن تتواجد فى الشارع خلال يوم أو يومين، مؤكدا على أن ذلك يتوقف على عدم قدرة وزارة الداخلية فى تأمين المنشآت الحيوية، والداخلية لديها القدرة على القيام بذلك الدور، لكن فى حالة إخفاقها فإن الجيش سيتصدى لذلك وسيقوم بدور فى تأمين المنشآت الحيوية.

وأشار عز الدين إلى أن الوضع الحالى يجعل من الواجب على الرئيس دعوة الجيش للنزول، وإذا نزل الجيش للشارع فإن أمر عودته مرة أخرى سيكون بيد وزير الدفاع، مع الأخذ فى الاعتبار أن الجيش المصرى دائما ما سيكون إلى جانب الشعب.

وهنا يقول الدكتور محمود عبد الظاهر، الخبير الأمنى وأستاذ السياسة بجامعة القاهرة، إن القوات المسلحة نزلت الآن على أطراف العاصمة لتنظيم العمل على المحاور وجعلها دائماً مفتوحة، وليس للتعامل مع المتظاهرين فقط للتأمين، وضمان العمل على الطرق، وبالتالى الأمر ليس تدخلا عسكريا وعودة لنزول القوات المسلحة، مشيراً إلى أن دور القوات المسلحة فى خطة التأمين العامة.

وقال عبد الظاهر إن الموقف الآن لا يسمح إطلاقاً بتدخل القوات المسلحة فى الوقت الحالى خوفاً من حدوث انفلات كما حدث فى الإسماعيلية والسويس والإسكندرية والقاهرة، فى المناطق المختلفة، مؤكداً أن قوات الحرس الجمهورى عليها تأمين القصر، ومع ذلك فهناك تحفز من قوات الحرس بضرب المتظاهرين بالقنابل الغازية فى حالة الاقتراب دونما استخدام أسلحة أخرى.

وحذر عبد الظاهر من نزول القوات المسلحة الآن، لأن نزولها خطأ فالشارع مجيش وبه نوع من التخبط العشوائى فى كثير من المواقف وبالتالى فيمكن حدوث تحرشات غير مقبولة للقوات المسلحة.

من جهته أكد الخبير العسكرى اللواء أركان حرب فؤاد فيود أن القوات المسلحة لا تقع فى فخ التدخل فى الشأن السياسى مرة أخرى.

وقال إن الجيش الآن فى ثكناته، ويؤمن حدود البلاد، وليس له شأن بالمعترك السياسى، ولن يكون له أدنى شأن بالمظاهرات، والأحداث التى تجرى فى الشارع.

مضيفا أن القوات المسلحة تدخلت فى يناير 2011 عندما انهارت السلطة التنفيذية فى الدولة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة، ولم يكن هناك غير المؤسسة العسكرية، ومؤسسة القضاء، فى البلاد.

مؤكدا أن القوات المسلحة تحملت المسئولية بإخلاص وأمانة، وتعرض قاداتها لإهانات كثيرة، ومع ذلك التزموا رغبة الشارع، وتم تسليم السلطة لقيادة مدنية جاءات باختيار الشعب، وعلى الشعب تحمل نتيجة اختياره.

بينما أكدت الدكتورة سامية قدرى أستاذ علم الاجتماع السياسى بكلية البنات بجامعة عين شمس، أن تدخل القوات المسلحة فى الشأن الداخلى مرهون بتصاعد الأحداث.

وقالت إن المؤشرات الأولية للأحداث تؤكد أن الأمور ستتصاعد، وهناك مظاهر لعصيان مدنى قادم، مثل قطع بعض الطرقات، وإيقاف خط المترو فى محطة مترو السادات.

منتقدة موقف الرئاسة التى لم تتحرك حتى الآن لتعبر عن موقفها من الأحداث التى تجرى فى الشارع، موضحة أن الدكتور محمد مرسى، يقع فى نفس أخطاء مبارك بتجاهله الأحداث التى وقعت فى الشارع يوم 25 يناير حتى بعد منتصف الليل.

وقالت لو حدث ونزلت القوات المسلحة للشارع فاعتقد انها ستنحاز إلى الشرعية السياسية للرئيس، معتبرة أن مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين، استطاعت خلال اففترة الماضية السيطرة على عدد كبير من قيادات الجيش.

من ناحيته قال الدكتور إسماعيل أبو سعادة رئيس المكتب السياسى للحزب المصرى الديمقراطى إذا حدث تدخل عسكرى بناء على رغبة القوات المسلحة، فهذا يعنى سقوط شرعية الرئيس، أما إذا تدخلت القوات المسلحة بناء على أمر مباشر من الرئيس فهذا يعنى فشل مؤسسة الرئاسة فى السيطرة على الوضع فى الداخل.

وأضاف أن وضع أى جيش فى الثورات الشعبية محدد ومقنن، وأنه يلتزم الحياد، ويكون دوره هو الحفاظ على المؤسسات الهامة والحيوية للدولة، ولا تحرك ضد أحد إلا إذا حاول البعض التعدى على المنشآت العامة للبلاد.

وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين لن تلجأ إلى الاستعانة بالمؤسسة العسكرية فى تلك الفترة،وانها ستلجأ إلى عدد من الحلول التعويضية، من خلال طرح عدد من البدائل، وتقديم بعض الإغراءات وشراء بعض الصوات المعارضة، وبعض الأحزاب، وإذا فشلت فى ذلك فستوجه نداء للقوات المسلحة للتدخل فى الأمر.
الجريدة الرسمية