رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "قرية قراموص.. تاريخ الفراعين مبقاش يأكل عيش".. متخصصة فقط في زراعة وصناعة البردى.. انهيار السياحة "خراب بيوت " لـ 20 ألف نسمة

فيتو

"طوخ القراموص"، قرية تابعة لمركز أبو كبير شرقية، أكثر القرى التي يعانى أهلها الأمرين بسبب انهيار السياحة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، فالقرية تشتهر بأنها الوحيدة في العالم التي تخصص أهلها في زراعة البردى وصناعته، ذلك النبات الذي كان يستخدمه الفراعنة في تدوين تاريخهم، وهى مهنة يتوقف مردودها على السياحة في قرية يقطنها 20 ألف نسمة، دفعها انهيار السياحة لترك المهنة بحثا عن لقمة عيش.

"فيتو" انتقلت إلى قرية القراموص للوقوف على الحقائق على أرض الواقع، وهناك قال إسلام محمد على، طالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر إنه يعمل بهذه المهنة منذ طفولته وتعد هي مصدر الرزق الوحيد للكثير من أبناء القرية. 

وأضاف أن معظم أبناء القرية كانوا يعملون بهذه الحرفة حتى اندلاع ثورة 25 يناير، وبعدها انخفض الطلب على شراء أوراق البردى نتيجة لتدهور الحالة الأمنية وقلة أعداد السياح، وترك أهالي البلد هذه الحرفة وبحثوا عن أماكن أخرى للعمل بحثا عن"لقمة العيش"، ويوجد في القرية أعداد قليلة هي التي مازالت تعمل بهذه الحرفة حتى الآن. 


وعن مراحل صناعة ورق البردى، قال محمد أحمد الزج، أحد أهالي القرية ويعمل بهذه الحرفة: إن ورق البردى يزرع طول العام ولا يوجد وقت معين لزراعته ويروى كل أسبوع بالمياه، ثم ينمو ويصل طوله إلى متر ونصف أو مترين وبعدها يتم حصده، وبعدها يتم تقسيم العود لعدة قياسات ثم يتم تقشيره بنزع القشرة الخضراء منه تمهيدا لبدء مرحلة التصنيع. 
وتابع: ثم في غلايات لمدة تتراوح من 5-7 ساعات، ثم يطرق ويدق عليه لفرده جيدا، وبعدها يقسم لشرائح رقيقة، ثم يسكب عليه ماء "بطاس وكلور" ويوضع بعدها في ماء نظيف ليدخل مرحلة الترتيب، وبعدها يوضع على ورق كرتون على نفس حجم شرائح البردى ويترك فترة في الظل كى يجف، ثم يعصر الورق جيدًا، وهى المرحلة الأخيرة والأهم، ويوضع خلالها الكرتون والقماش في مكبس ويضغط عليه لإزالة بقايا المياه الموجودة به، وتكرر هذه العملية عدة مرات ليخرج ورق البردي. 

وأكد محمد إبراهيم، صاحب ورشة لطبع ورق البردى أن الطباعة هي آخر مراحل الورق، إذ نقوم بطباعة الأشكال الفرعونية والإسلامية عليه، ثم يتم تسويقه عن طريق بيعه لسماسرة وتجار يبيعونه للمزارات السياحية بالغردقة وشرم الشيخ والأماكن الذي يكثر بها السياح الأجانب. 

وأضاف أن أحد أهالي القرية ويدعى الدكتور أنس، جلب إحدى الشتلات معه من على ضفاف النيل منذ ما يقرب من 30 سنة، ثم زرعها بالقرية، ثم أنشأ معملا صغيرا لتصنيعه وعمل معه بعض شباب القرية ومن بعدها أصبحت هذه الحرفة يعمل بها جميع أبناء القرية كبيرا وصغيرا نساء ورجالا ويعمل بها طلاب المدارس في فترة الإجازة لمساعدة آبائهم في متطلبات الحياة الكثيرة ومن وقتها أصبح لا يوجد شاب عاطل بالقرية فالكل أصبح يعمل بهذه الحرفة. وأن السائحين كانوا دائمين على زيارة القرية لشراء الورق البردى ومتابعة أعمال وكيفية تصنيعه.
الجريدة الرسمية