"نيويورك تايمز": نواب مجلس الشيوخ الأمريكي يحذرون أوباما من سوء إدارة المالكي للعراق

وجه عدد من نواب مجلس الشيوخ الأمريكي خطابا شديد اللهجة إلى الرئيس باراك أوباما يحذرونه من أن "سوء إدارة" رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يساهم في تأجيج أعمال العنف هناك.

وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، الصادرة اليوم الأربعاء، أن التحذير شديد اللهجة الذي أطلقه النواب يأتي في الوقت الذي غادر فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بلاده متوجها إلى واشنطن حيث إنه من المنتظر أن يلتقي أوباما غدًا.

وأفادت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- بأن المالكي ألمح إلى رغبته في أن تمده الولايات المتحدة ببعض الأسلحة المتطورة، ومنها مروحيات أباتشي الهجومية، من أجل أن تتمكن حكومته من شن هجمات على مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق وغيرها من المجموعات المسلحة.

ولفتت إلى أن المالكي أكد - في تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته بغداد وتوجهه إلى واشنطن - أن أولويات زيارته للولايات المتحدة تتمثل في تأمين بيع الأسلحة الأمريكية إلى بلاده والحصول على المزيد من المساعدات الأمنية الأخرى، وقال:" إننا سنناقش الأوضاع الأمنية والاستخباراتية بجانب الأسلحة التي نحتاجها من أجل محاربة الإرهاب".

وأوضحت أن الخطاب - الذي وقع عليه نواب ينتمون إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري - يرمي إلى إخطار المالكي بأن استمرار الدعم الأمريكي للعراق يعتمد بشدة على مدى سعيه لإشراك الأقليتين الكردية والسنية في أمور السلطة والحكم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المالكي، السياسي الشيعي الذي أصبح رئيسا للوزراء في عام 2006 بدعم من السفير الأمريكي في بغداد، لطالما اتهم بالطائفية والديكتاتورية، مما جعل العراق أرضا خصبة للمقاتلين الذين باتوا يصعدون من أعمالهم مما زاد من حدة التوتر في البلاد.

وتناولت الصحيفة ما جاء في خطاب النواب من" أن مثل هذا الأسلوب الفاشل في الحكم دفع العديد من السنة العراقيين إلى الانضمام إلى صفوف القاعدة بالعراق وتأجيج حدة العنف".

وأفادت (نيويورك تايمز) بأنه في وقت سابق من يوم أمس، تحدث نائبان بغضب خلال لقاءين منفصلين عن فشل المالكي في توحيد الفصائل المتناحرة في العراق؛ حيث قال السيناتور الديمقراطي كارل ليفين، الذي يرأس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ:" إنه حصل على العديد من المهام من أجل جمع العناصر المتناحرة في بلاده على طاولة واحدة، ولكنه لم يفعل ما كلف به بشكل جيد".

إلى جانب ذلك، وجه ليفين انتقادا لاذعا إلى المالكي لقبوله - إن لم يكن يسهل أيضًا- جهود إيران في امداد وتوصيل الأسلحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد من خلال تسيير رحلات جوية فوق الأراضي العراقية - على حد قوله.

من جانبه، انتقد السناتور الجهوري البارز بوب كوركر من ولاية تينيسي، والعضو في لجنة العلاقات الخارجية المالكي قائلا:" إن جل ما قام به الزعيم العراقي هو خلق مناخ ساهم في جعل العراقيين يقبلون ما تفعله القاعدة في بلادهم بسبب تقصيره في لم الشمل".