رئيس التحرير
عصام كامل

«4 نوفمبر.. سيناريو يوم القيامة».. «الردع» و«95» تتوليان مخطط «تهريب المعزول».. أجهزة مراقبة حديثة لتتبع «مرسى».. وتكلفة العملية 30 مليون دولار

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي

أيام قليلة وتبدأ محاكمة الرئيس المعزول «محمد مرسي» في قضية أحداث الاتحادية، والتي سقط خلالها مئات القتلى والجرحى، ويواجه فيها مرسي عدة اتهامات كفيلة بإرساله إلى حبل المشنقة.. وعلى قدم وساق بدأت جميع الأطراف في الاستعداد لهذه المحاكمة المقرر لها يوم الرابع من نوفمبر 2013، وكل طرف وضع سيناريوهاته المحتملة لهذا اليوم.


فوزارة الداخلية وضعت خطة محكمة لتأمين المحاكمة خوفا من محاولة جماعة الإخوان وأنصارها تهريب الرئيس المعزول أو اغتياله وإلصاق الأمر بقوات الأمن.. كما أنها لا تريد الرسوب في مواجهة مخططات الإخوان، والجماعة التي قفزت على كرسي الرئاسة ومكثت فيه عاما واحدا ترى أنه لا حل أمامها سوى أن يصبح الرئيس المعزول خارج محبسه، لتعود له الشرعية التي فقدها بعد ثورة 30 يونيو، وترى أيضا أنه بخروج «مرسي» وتهريبه تستطيع التفاوض مجددا مع السلطة المؤقتة ومع «المؤسسة العسكرية»، وتحاول أن تفرض شروطها في عملية التفاوض.

ومع كل هذه السيناريوهات يبدو أن يوم 4 نوفمبر تحول إلى نسخة مصغرة من «يوم القيامة»، فربما يكون هذا اليوم هو الأعنف في المواجهات بين عناصر الإخوان وقوات الأمن منذ عزل «مرسي»، وربما يكون هو الأعنف في تاريخ جماعة الإخوان إجمالا.

وضع الخطة..
وفقا للمعلومات التي حصلت عليها «فيتو» فإن خطة التعاطي مع يوم محاكمة «مرسي»؛ من قبل جماعة الإخوان وضعت على هامش اجتماع التنظيم الدولي للإخوان في مدينة «لاهور» الباكستانية أواخر سبتمبر الماضي.. وبحسبها فإن الدكتور «محمود عزت»- نائب المرشد الهارب- المقيم حاليا في حماية ميليشيات «حماس» بقطاع غزة، كان قد سافر أوائل سبتمبر من القطاع إلى الأردن ومنه إلى باكستان، وهناك التقى بالشيخ «سيد منور حسن» أمير الجماعة الإسلامية، الذي خلف في الإمارة الشيخ القاضى حسين أحمد، وحضر الاجتماع ممثل لجماعة التبليغ والدعوة الباكستانية وممثل عن تنظيم القاعدة وآخر عن السلفية الجهادية، كان قادما من «غزة» هو الآخر.

وفى هذا الاجتماع تم الاتفاق على تنفيذ خطتين لإعادة الإخوان لسدة الحكم في مصر، وتم الاتفاق على أن يكون هناك تنسيق كامل بين الجماعة الإسلامية والقاعدة والسلفية الجهادية فيما يخص إدارة الصراع على الأرض، على أن تتولى جماعة التبليغ والدعوة الخطة الخاصة بالدعوة والتأثير المعنوى.

وبعد انتهاء هذا الاجتماع انصرف ممثل التبليغ والدعوة ليدخل «عزت» في اجتماع سري مع «رئيس العمليات» في الجماعة الإسلامية، وهو المسئول عن إدارة الجناح العسكري للجماعة الذي كان له دور كبير في اغتيال العديد من رموز باكستان المناوئين لتوجه الجماعة.

اتفق «عزت» مع «رئيس العمليات» وممثل القاعدة، على وضع خطة خاصة للتعامل مع يوم محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي.

التمويل والتنفيذ..
أكد «عزت» في الاجتماع أن التنظيم الدولى للإخوان رصد 200 مليون دولار لعمليات الاغتيالات السياسية في مصر بدعم شخصى من رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى، المكلف بإدارة ملف مصر حاليا، وأبلغ المجتمعين أن هناك «30 مليون دولار» أخرى مخصصة لخطة تهريب «مرسي».. وبعد تحديد موعد بداية محاكمة «مرسي» تواصل «عزت» مجددا مع «رئيس العمليات» داخل الجماعة الإسلامية بباكستان ليتم وضع خطة محكمة لتهريب «مرسي» وتم عقد اجتماع عبر برنامج «سكاي بي» على الإنترنت بين «عزت» و«رئيس العمليات»، وأحد أبرز قادة القاعدة في بلاد الشام.

وتم الاتفاق على أن تقوم الكتائب المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والتي دخلت عناصرها مصر على مدى الشهور القليلة الماضية، لتعمل على دعم حكم مرسي والإخوان وإجهاض أي محاولة للانقلاب على هذا الحكم، بتنفيذ خطة تهريب «المعزول»  لقطاع «غزة».. وذلك باستخدام أجهزة مراقبة وتتبع حديثة قادرة على كشف وتحديد مكان مرسي وخط سيره إلى قاعة المحاكمة، وهذه الكتائب اسمها «كتائب الظواهري»، وهى خاضعة للإشراف المباشر للدكتور «أيمن الظواهرى»، وتسللت هذه الكتائب إلى مصر خلال الشهور الماضية على دفعات، وبعضها دخل عن طريق سيناء بطرق غير مشروعة، في حين دخل بعضها الآخر بتأشيرات سياحية.

ووفقًا للمعلومات فهذه الكتائب تضم العديد من الجنسيات- "ليبيين" و"أفغان" و"باكستانيين" و"جزائريين" و"سعوديين" و"عراقيين"- وبعض العناصر المنتمية للمافيا الدولية، والتي لها خبرة في تنفيذ عمليات الاغتيال السياسي، والأعمال التخريبية ودخلت مصر على مدى الفترات الماضية.

وأشارت المصادر إلى أن كتائب الظواهرى هي إحدى الأذرع المجهولة التي تستخدمها الجماعة وتتحرك لتثير الرعب في مصر منذ أحداث الاتحادية في ديسمبر الماضي.. وقتها كانت مهمة "كتائب الظواهرى" واضحة، وتتلخص في أن تكون هذه الكتائب جيش ردع؛ لمنع الانقلاب العسكري المحتمل على الرئيس مرسي، وبما أن مرسي قد تم عزله فإن مهمة هذه الكتائب تغيرت وفقا لأرض الواقع، واستعدت لأن تعيد مرسي للكرسي بأي ثمن كان.

ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها «فيتو» فإن الدكتور محمود عزت- نائب المرشد العام للجماعة- هو المسئول الأول عن "كتائب الظواهري" في مصر، فهو من تولى الاتصال بمحمد الظواهرى شقيق أيمن، وتشير المعلومات إلى أن الاتصال بين أيمن الظواهرى والإخوان يتم عبر "محمد" شقيق زعيم القاعدة.

مسألة التواصل بين "القاعدة" و"الإخوا ن" لم يقم بها "محمد الظواهري" منفردًا، لكن هناك مجلسًا قياديًا يضم عبود وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد وقياديًا آخر بالجماعة الإسلامية.
و"كتائب الظواهري" لا تعمل منفردة في هذا الشأن، فالمعلومات أشارت إلى أن هناك تنسيقًا واضحًا بين هذه الكتائب وفرقة "الردع" وفرقة "95. ف"، ووفقًا للمعلومات فإن المسئول عن هذه الترتيبات هو الدكتور محمود عزت.

ويضطلع "عزت" بهذه المهمة؛ نظرًا لكونه رئيس "لجنة المواجهة" التي يشغل المهندس خيرت الشاطر منصب الأمين العام لها وتضم في عضويتها الدكتور محيى حامد عضو مكتب الإرشاد مستشار رئيس الجمهورية السابق، والدكتور محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وكان الهدف من إنشاء هذه اللجنة وضع الخطط الخاصة بإفساد أي ثورة مستقبلية أو تمرد ضد النظام الإخوانى الجديد الذي حل بديلًا عن نظام الحزب الوطنى، وكان أول القرارات التي اتخذتها هذه اللجنة هو فض اعتصام "الاتحادية" بالقوة فيما عرف بالأربعاء الدامى، في ديسمبر الماضي، وتدير هذه اللجنة فرقتين مخصصتين لاستخدام القوة المفرطة من جانب الإخوان؛ وهما الفرقة "٩٥" وفرقة أخرى اسمها فرقة "الردع"، وهي المعلومات التي انفردت "فيتو" بنشرها منذ أكثر من 8 أشهر مضت.

الفرقة "٩٥"..
تردد اسم الفرقة "٩٥ إخوان" كثيرًا، خلال الشهور الماضية، وعلى الرغم من نفى الإخوان وجود هذه الفرقة فإن المعلومات التي حصلت عليها «فيتو» تؤكد أن هذه الفرقة موجودة بالفعل وهى فرقة مخصصة لأعمال "القنص"، وتلقى أعضاؤها تدريبات مكثفة على القيام بإطلاق الرصاص وبعض أفرادها كانوا يمارسون رياضة الرماية في أندية مختلفة منها أندية مدينة نصر ونادي الصيد ونادي الشمس ونادي سبورتنج بالإسكندرية.

في حين تلقى بعض أفرادها الآخرين تدريباتهم في غزة وخان يونس، والعدد الأكبر منهم ذهب إلى هناك بعد ثورة يناير وظلوا شهورًا تلقوا خلالها تدريبات مكثفة في الرماية والقنص والأعمال القتالية.

ووفقًا للمعلومات المتاحة فإن هذه الفرقة أوكلت لجنة المواجهة لها مهمة قنص بعض الرموز مثل الشيخ عماد عفت والدكتور علاء عبدالهادى ومحمد جابر "جيكا"، والحسينى أبو ضيف ومحمد قرنى الشهير بكريستى.

فرقة "الردع"..
الفرقة الأخرى التي تديرها لجنة المواجهة هي فرقة "الردع" وهى فرقة مدربة منذ زمن على الالتحام وتلقى أفرادها تدريبات في ألعاب المصارعة والتايكوندو والجودو والكاراتيه، قبل الثورة، وبعد الثورة تلقوا تدريبات مكثفة في "القنص" في معسكر سرى أعدته لهم الجماعة بمنطقة الواحات، وتلقت قيادات هذه الفرقة تدريبات مكثفة في "وادى أرحب" باليمن وهو يقع تحت سيطرة القطب الإخوانى اليمنى الكبير الدكتور عبد المجيد الزندانى.

والقائد الميدانى لهذه الفرقة هو أسامة الطويل، وهو شاب إخوانى خريج كلية التجارة بجامعة عين شمس دفعة عام ٢٠٠٥ ويبلغ من العمر ٣٢ عامًا.

وتم الاتفاق على أن تعمل هذه المجموعات الثلاث على الانتشار في محيط مناطق المعادي وصقر قريش والبساتين قبل المحاكمة بأسبوع كامل، وأن تتحرك مع فجر يوم المحاكمة إلى منطقة «طرة» لتستطيع أن تأخذ أماكن استراتيجية تستطيع من خلالها أن تراقب المنطقة بصورة جيدة والتصرف بسرعة لحظة وصول «مرسي» إلى المكان، والقيام بالاشتباك مع قوات الأمن المكلفة بحماية الرئيس المعزول وتهريبه مع ضرورة الحفاظ على سلامته.
ووفقا للمعلومات فإن «عزت» و«رئيس العمليات» كلفا قياديا يمنيا في تنظيم القاعدة بالإشراف على تنفيذ الخطة.

"نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية