رئيس التحرير
عصام كامل

وتظل الحرية هى الحل


تحاول كل القوي السياسية علي مر العصور وفي كل مكان أن ترسخ وجودها في الواقع السياسي عن طريق العديد من الطرق، إما عن طريق إقصاء الآخر أو عن طريق تشويهه وطرق أخري كثيرة، ولنا في التاريخ شواهد كثيرة، ويظل الطريق الأكثر حكمة وديمومة هو طريق مختلف تمامًا.


طريق التنمية المستدامة، هو الطريق المؤدي إلي الخلاص من عالم اللت والعجن، الكلام المستدام لن ينقذ واقعنا المزري من الانهيار، فقد آن الأوان أن نتوقف عن الكلام ونعمل نحو آفاق مستقبل ينعم فيه الجميع بحقوق متساوية بعيداً عن هذا الفكر القبلي الذي يتزعمه حزب النور والفكر العنصري الذي ترأسه سابقاً الإخوان.

لم نشهد طوال وجود اليمين الديني المتطرف في سدة الحكم أفكاراً تنموية تجعل لديهم مبررا ما من الوجود في المشهد السياسي المصري، الوجود في أي مشهد ما في الحياة لا يرتبط بحق الوجود وإنما بالجدارة في الوجود، والجدارة هنا ترتبط بالتنمية والفكر الإبداعي وهو ما يفتقده تماماً التيار اليمين الديني المفلس، ليس القضية هنا أن تحكي بكلمات دينية منمقة عن الإصلاح وأنت فاسد ومخرب ولا تقبل الآخر.

التيار اليميني الديني مفلس تماماً لا يملك سوي المشاكسة وإضاعة الوقت بعدما فشل في إدارة البلاد، ففكرة الكفاءة الإدارية لم تخطر علي باله قط، وإنما الشللية والأهل والعشيرة تربعوا علي عرش الحكم فأضاعوا الحكم وكادوا أن يضيعوا البلاد معهم.

المصريون في وجود أي دستور لابد أن يصبحوا متساوون أمام القانون، ولذا فلا مجال لنبذ أي فريق مهما صغر حجمه أو لم تعترف به الأغلبية، ولابد أن يعلم الجميع أن احترام حقوق الأقليات مهما قل عددهم يساعد في بناء وطن قوي، تندمج فيه الأقلية وتصبح أكثر فاعلية، لابد من مراعاة حقوق المصريين غير المسلمين والمسيحيين، وبما أن معظم دساتير العالم والمنطق والفطرة تنادي بحرية العقيدة، وبما أن المنطق الوطني يقول إن كل من وُلد في أرض مصر فهو مصري، لذل وجب علي الجميع احترام فردية الجميع، لن ينهض وطن إلا حين يشعر كل مواطنيه بأنهم جزء أصيل من تراب الوطن.

اعترافك أو إنكارك لبعض العقائد لن ينفي وجودها، وأساسا ليس من حقك مناقشة الآخرين فيما ذهبوا إليه علي أنه الحق المطلق لديهم، دورك ينتهي عند حدود حقك في نشر أفكارك دون التعرض للآخرين بأي إهانة أو تجريح شخصي، والشخص السعيد بما يؤمن لن يعنيه كثيراً اختلاف الآخرين معه، لكنه قد يجد أيضا فيها الكثير من الأفكار الروحية التي تشبعه نفسياً في كثير من الأحيان.

من لا يطيق الحرية هو شخص خائف ومذعور وليس عنده ما يقدمه فهو يخشي كل جديد ومختلف، وليته قادر علي عمل اختلاف في الواقع، ولدينا في الواقع المصري الكثير من المذعورين والمأجورين والمنافقين، ولذا علينا جميعاً أن نتحرر من الخوف وننطلق ونبدع فالحياة أقصر من أن تضيع خوفاً من أن نعيش.. 
وتظل الحرية هي الحل.
sherifaq@gmail.com
الجريدة الرسمية