رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة "بوتين" إلى القاهرة تحيي الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو.. فوكس نيوز: روسيا تسعى لتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط..و"أوباما" محبط بسبب انخفاض شعبيته.. وتوقعات بتحالف روسي إيراني ضد أمريكا

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على وشك عودة الحرب الباردة فيما بينهما بالشرق الأوسط، مشيرة إلى الزيارة التاريخية القريبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، بحثا عن توثيق العلاقات العسكرية وتحقيق تواجد روسي في الموانئ المصرية.


وقالت إنه من المتوقع استقبال بوتين بشكل حافل سواء من جانب الحكومة أو في الشارع المصري، بعكس الرئيس الأمريكي باراك اوباما فإنها إذا توجه إلى مصر أو أي دولة عربية لن يتلقي مثل هذا الترحيب الدافئ.

وأوضحت الشبكة أن أوباما تسبب في غضب المصريين لتجميد ثلث المساعدات لمصر التي تبلغ 1.6 مليار دولار سنويًا، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي يوم 3 يوليو الماضي، منوهة إلى أن إدارة أوباما لم تساعد مرسي فقط بالمساعدات السنوية وانما منحته مكافآت أخرى لخلق ديكتاتورية إسلامية تدعم الإرهاب خلال حكمه لمدة عام.

وأكد أحد المحللين في صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة أوباما لم تعد تري مصر مثلما كانت من قبل، الركيزة الأساسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة، وان مستشارة الأمن القومي الأمريكى سوزان رايس، ذكرت أن أوباما الآن مشغول بإبرام اتفاق بشكل رئيسي مع إيران بشأن برنامجها النووي وحل الأزمة السورية ومحاولة الحصول على نتائج في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية الجارية غير المرئية تقريبا.

ورأي المحللون أن استعراض السياسة الخارجية الأمريكية في مجلس النواب بالبيت الأبيض، نهجا أكثر تواضعا ويضع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في خطر، وأن الأولوية الحيوية لواشنطن يجب أن تكون الحفاظ على التواجد الأمريكي في قناة السويس والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وأضافوا أن التخفيض المفاجئ للمساعدات الأمريكية لمصر يعوق تعزيز الديمقراطية، ويساعد على صعود الإسلاميين ويعكس إحباط اوباما، لعدم حصوله على شعبية ضخمة مثل الزعيم الجديد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.

وتابعت الشبكة أن مصر اصبحت في تحالف مع روسيا بعد ثلاثة عقود من التحالف مع أمريكا، وان العلاقات العسكرية المصرية الروسية زادت بشكل كبير، فضلا عن توبيخ السيسي لنظيره الأمريكي يوم 3 أغسطس في المحادثة التليفونية التي دارت بينهما عندما قال له السيسي إن الولايات المتحدة أعطت ظهرها للمصريين وتركتها ولن ننسي لهم ذلك.

وأشارت إلى تصريح وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي لشبكة "سي إن إن" بأن بلاده ستجد مصادر أخري للمساعدات العسكرية إذا لزم الأمر، من خلال التعاون مع روسيا وروما والصين أيضًا.

ولفتت الشبكة إلى ذكاء بوتين وانتهازه للمبادرة واقناع الولايات المتحدة بعدم توجيه هجوم عسكري ضد سوريا، بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس الماضي واقناعه كثيرا من رؤساء المنطقة بعدم توجيه أي عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشارت إلى هروب اوباما من الخط الأحمر الذي رسمه للأسد، بإرسال فريق من مفتشي الأمم المتحدة للبحث عن الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها، مما يعزز قوة بوتين في المنطقة وعودة الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو على الشرق الأوسط.

ومن المرجح أيضا أن تقبل الولايات المتحدة بتطوير الأسلحة النووية الإيرانية، بعد سحر الرئيس الإصلاحي الجديد حسن روحاني وتلجأ الإدارة الأمريكية لإبرام الصفقة حيث تعد إيران حليفا رئيسيا لروسيا.

وأضافت أن ذلك يذكرنا بالحرب الباردة المنسية عندما كان الاتحاد السوفيتي السابق المورد الرئيسي للأسلحة والتدريب والمستشارين للكتلة المعادية للغرب لكل من مصر، العراق، ليبيا، سوريا، اليمن ومنظمة التحرير الفلسطينية .. ولكن بعد انتصار مصر في حرب 1973 على إسرائيل ومعاهدة السلام التي فرضتها واشنطن، تحول الأمر بالنسبة لروسيا وفرضت الولايات المتحدة الغطاء الأمريكي على المنطقة.
الجريدة الرسمية