رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية تدفع فاتورة تأييدها لثورة 30 يونيو..منظمات دولية تتهم المملكة بانتهاك حقوق المرأة والشيعة.. خبراء: تحريك الأزمات الداخلية انتقام أمريكي.. حقوق الإنسان تعمل بازدواجية في المعايير

ثورة 30 يونيو - صورة
ثورة 30 يونيو - صورة أرشيفية



أحدثت المملكة العربية السعودية تغييرا كبيرا في طبيعة علاقاتها الخارجية خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أعلنت انحيازها إلى الشعب المصري وتأييدها ثورة 30 يونيو التي يصفها أتباع جماعة الإخوان "بالانقلاب العسكري" وهو الأمر الذي أثر بطبيعة الحال على العلاقات السعودية الأمريكية.

اتخذت المملكة السعودية عددا من المواقف التي اعتبرتها الولايات المتحدة نوعا من العداء وأبرز هذه المواقف هو الموقف من الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي والذي عرف عنه قوة علاقاته وجماعته بالولايات المتحدة والتي هددت السعودية بتقليص تعاونها مع الاستخبارات الأمريكية ما جعل السعودية تلوح بالبحث عن مصدر بديل للسلاح الأمريكي.

وفي هذا الإطار شنت الولايات المتحدة والهيئات والمنظمات التابعة لها في العالم هجوما حادا على السعودية بدعوة انتهاك حقوق المرأة حيث اعتبرت منظمة العفو الدولية السعودية البلد الوحيد الذي تمنع فيه السيدات من قيادة السيارات.وأن هناك تمييزا منهجيا ضد المرأة والشيعة 
في المملكة.
 "
وكذلك نظم عدد من الناشطات العاريات وقفة احتجاجية أمام السفارات السعودية بعدد من الدول احتجاجا على منع السعوديات من قيادة السيارة خاصة بعدما أوقفت السلطات السعودية عددا من الناشطات السعوديات وهن يقدن السيارات في العاصمة الرياض في محاولة منهن لإلغاء الحظر المفروض على قيادة السيارات للنساء في المملكة.

وحول تحليل هذه الهجمة الشرسة على المملكة يقول البرلماني السابق الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن منظمات حقوق الإنسان هي مجموعة من الأدوات التي تعمل وفقا لخطط أمريكية وأوربية مشيرا إلى أن هذه المنظمات تعمل بازدواجية وانتقائية تظهر في انتقاد بعض الدول بسبب مواقفها.

و أضاف أن منظمات حقوق الإنسان العالمية لم تعترض على مسألة قيادة المرأة في السعودية في السابق على الرغم من أن هذه المشكلة موجودة منذ فترة طويلة وهو الأمر الذي يؤكد على أن تحريك المشكلات الداخلية السعودية يرجع إلى الخلاف السعودي الأمريكي الذي حدث مؤخرا بسبب مواقفها من مصر وسوريا وإيران وهو ما يؤكد أن الولايات المتحدة تحاول استغلال المأزق السعودي من أجل الضغط على حكامها.

ومن جانبه أكد نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع أن الولايات المتحدة تتبع قاعدة ثابتة هي الانتقام من الدول التي تعارض مصالحها أو مصالح إسرائيل من خلال التلويح بما يسمى انتهاكات حقوق الإنسان.

مشيرا إلى أن عددا من الأنظمة الديكتاتورية كانت تتعامل معهم الإدارة الأمريكية بود حتي عارضت مصالحها فاكتشف الأمريكان فجأة أن هذه الأنظمة ديكتاتورية.

وأشار إلى أن النظام السعودي موجود منذ زمن طويل وكانت أزمة قيادة المرأة للسيارة صداعا في رأس حكامه إلا أن المنظمات الدولية لم تتحدث عن هذا الأمر إلا بعد المواقف الأخيرة التي اتخذتها السعودية في كل من مصر وسوريا. 
الجريدة الرسمية