رئيس التحرير
عصام كامل

منصة الصواريخ الشرقاوية .. أهلا !


الأنباء التي وردت لمراسلنا بالشرقية أكدت أن حريقا شب في إحدى المزارع بالشرقية، كشف المستور عن وجود مصنع للمتفجرات وكميات كبيرة من الأسلحة.. ومن بين الأسلحة المضبوطة منصة إطلاق صواريخ هاون مزودة بجهاز توجيه وعدد من صواريخ جراد "أرض - أرض" وقنابل "إف إن" الدفاعية وبندقية آلية محترقة وقذيفتا "آر بي جي" و٤ خزائن ذخيرة، وأيضا غرفة معملية لتصنيع وتجهيز المواد المتفجرة.. هذا ما كشفت عنه صدفة قد لا تتكرر.. وتلك هي ملامح دولة الإخوان التي كانت تجهز للمصريين وليس لأعدائهم.



صاحب المزرعة جهادي تكفيري أعد عدته ليس لإعلان الحرب على إسرائيل.. وإنما كان ولا يزال الرجل يرى فينا نحن أعداءه وأعداء دينه وأعداء إلهه.. والمزرعة التي كشفت عنها الصدفة لا يمكن لنا أن نتصور أنها الوحيدة في مصر، فقد وهبنا حكم الإخوان ما هو فوق التصور.. عاثوا في الأرض فسادا وزرعوا لنا التطرف بديلا عن القمح.

والمثير أن صاحب المزرعة استطاع وهو فرد أن يجهز نفسه بأدوات حرب إبادة لو استخدمها في قريته البسيطة العدلية وهو ما يجعلنا مطمئنين إلى مستقبل التسليح في البلاد.. إذ أن مواطنا أنشأ مصنع سلاح من العيار الثقيل.. وأتصور أنه يجب الحفاظ على الرجل كثروة قومية وخبير تسليح مخضرم ومقاتل شرس اكتفى ذاتيا دون أن يلجأ إلى أمريكا ومعونتها العسكرية.. ولم يتجه شرقا إلى روسيا بل اتجه إلى الداخل.

مصر في عام الإخوان لم تنهض إلا في تهريب السلاح وصناعة الموت.. حتى في مظاهراتهم السلمية يقتلون الناس ويكفي أن تتابع ما نقلته محطة "سي بي سي" من منطقة الحرب بالعمرانية لكى تعرف كيف يناضلون على الجبهات ضد المواطن الأعزل.

على أن ما أخشاه أن يكون استمرار الإرهاب الإخواني دافعا للمواطن لتبني نفس السلوك.. وقد يخرج علينا من يطالب الحكومة بمنحه ترخيصا لإنشاء مصنع للصواريخ وآخر لمنصات الصواريخ وثالث للقنابل.. وتصبح تجارة رائجة وصناعة مطلوبة حتى تعيش بمأمن من غدر الإخوان وقواتهم المتسلحة بصواريخ الأرض - أرض ومنصاتها.

مزرعة بلبيس نقطة في بحر من الإرهاب.. وقديما كان المواطن الشقى يتفاخر أن لديه "فرد روسى" وربما لو أراد الفشخرة فإنه يحوز طبنجة ٨ ملل.. أما الآن فقد انهزم الصعيد الذي عشق السلاح واعتبره جزءا من الهيبة أمام قدرات الإخوان والتيارات الصديقة.. إذ أصبح الصاروخ مجرد سلاح غير مجد دون أن تحوز منصته.

أتصور أن بقاء الإخوان لفترة أخرى أطول من العام الدموي كان باستطاعته أن يحول بيوت الصعيد إلى مصانع للطائرات المقاتلة.. وهو الخير الذي وقف الجيش المصرى حائلا دونه بعد أن نفذ أوامر الشعب بالحرب على الإرهاب.

سقط الإخوان ولكنهم للأمانة تركوا لنا تراثا وميراثا من الصواريخ والمدافع والقنابل والرشاشات ما يجعل بلادنا تنافس دولة اليمن الشقيقة في حيازة السلاح.. وإن كان الإخوة اليمنيون لا يستخدمونها ضد بعضهم البعض ولم يعرفوا استخدامها ضد بعضهم البعض إلا في زمن الحوثيين وتيارات العنف الدينى.

الجريدة الرسمية