رئيس التحرير
عصام كامل

الألتراس جانٍ أم مجنى عليه

فيتو

ألتراس أهلاوى، عنوان حقيقى للنظام وفى دولة غاب فيها النظام لعامين متتاليين منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، والتى فجرت بركان الغضب فى وجه نظام ظالم جائر.

كان لألتراس أهلاوى دور مهم وتاريخى فى هذه الثورة العظيمة، وهم شركاء نجاح هذه الثورة مع كل أطياف الشعب المصرى العظيم الذى قام بهذه الثورة، وأردت أن أذكر هذه المقدمة البسيطة عن الألتراس لأوضح اتجاهى تجاه ألتراس أهلاوى وحتى لا يرى أحدهم أننى أقف ضدهم، فمنذ الليلة المشئومة على مصر الأربعاء الأسود وهو الأول من فبراير لعام 2012 والذى راح فيه 72 من خير شباب مصر الواعد بإيد غادرة قتلت أحلام 72 أمًا وأبًا وأسرة كاملة بفقدان أعز ما يملكون.
وعندما شاهدت ألتراس أهلاوى أمام مترو سعد زغلول وأمام مجمع التحرير وإيقاف كوبرى أكتوبر والتظاهر أمام مقر البورصة المصرية، تذكرت مجددًا فى هذه الليلة التى قتل فيها زملاء هؤلاء الشباب وتذكرت الحادثة بالكامل وهل ألتراس أهلاوى هو الجانى أم المجنى عليه؟ وهل هو المتسبب فى تلك المجزرة أم أن قواعد الحرية التى يؤمنون بها هى ما تسببت فى تلك المجزرة أم كراهية جماهير المصرى للنادى الأهلى هى ما أوصلتنا لتلك اللحظات المأسوية، فدار فى وجدانى العديد من الأفكار لتتساءل من القاتل ومن الجانى ومن المجنى عليه وبرغم أن لافتة بلد البالة مجبتش رجالة والتى رفعت فى مدرج النادى الأهلى هى لافتة مستفزة لجمهور بورسعيد إلا أننى أتذكر جيدًا أنه وقبل المباراة بيومين ظهرت مقاطع فيديو من جمهور المصرى تستفز جمهور النادى الأهلى، ومهما كانت درجة الشحن بين الجمهورين لم أكن أتصور أن تصل الأمور إلى تلك النقطة الخطيرة بمقتل 72 من جماهير النادى الأهلى وظللت أفكر كثيرًا من الجانى ومن المجنى عليه؟ ومن المتسبب فى مقتل هؤلاء الشباب الصغير؟ وتوصلت إلى أنه مهما كانت درجة التعصب ومهما كانت درجة الشحن والاستفزاز المتبادل فلا يجوز أن تصل الأمور لتلك النقطة بمقتل 72 فردًا لا ذنب لهم فى أن يفقدوا حياتهم مقابل تشجيع النادى الأهلى، ولكن الحيرة ما زالت تقتلنى فى التوصل إلى الحقيقة خاصة مع قرب النطق بالحكم وتلهفى الشديد إلى معرفة القاتل الحقيقى لهؤلاء الأبرياء.. فترى هل ستحسم الأيام الحقيقة وتوضح لنا ألتراس أهلاوى هل هو جانٍ أم مجنى عليه؟

الجريدة الرسمية