رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان وضرورة الإقصاء


بعد ثورتى يناير ويونيو وخلع نظامين فاسدين أفسدا الحياة وقضيا على الاحلام وبعد عزل الرئيس الذى ينتمى لجماعة الاخوان بعدما فشل فى ادارة الدولة فشلا لم يكن متوقعا من  قبل الكثير نظرا لعمر الجماعة التى ينتمى اليها وايضا الصورة التى صدروها للمجتمع عن انفسهم من انهم الخلاص لهذا الشعب ويحملون الخيرات فى جعابهم .


أما وأنهم كانوا على رأس السلطة عاما كاملا ولا رأينا تحسنا ولا تقدما بل رأينا استئثارا بالسلطة وفرض الرأى بالقوة والتلاعب بمشاعر الملايين وعدم قدرتهم على العمل بشكل جماعى توافقى يضم كل الاطراف .

وبدأ الشارع بالخروج عليهم مرات ومرات الى أن جاءت اللحظة الفارقة بعد أن تم الاعلان عن جمع التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس وانتهينا الى أن تم عزله .

بدأت جماعة الاخوان بممارسة كل أنواع وأشكال العنف المنظم ضد الدولة الجديدة بمؤسساتها وشعبها لكى يفرضوا واقعا وهو أننا ان لم نكن فى السلطة فسنحول الاتجاه الى المسار السورى.

كيف كان يحكمنا قوم وهم يفرقون بين الاخ وأخيه والابن وأبيه ويحدثون انشقاقات فى نسيج الوطن باعتبارهم أصحاب الحق وغيرهم على الباطل.

وبدأت الاصوات تخرج من قيادات الصف الاول فى الجماعة تطالب المجتمع الدولى بالتدخل لدرجة أن قياديا منهم هدد الشعب المصرى وجيشه بأن(أمريكا لن تترككم) وغيره من القيادات التى لم تتورع عن استدعاء الخارج وطلب الحماية، وكان انصارهم يتجاوبون مع هذه النداءات بشكل لافت للنظر فكانوا يهللون ويكبرون عندما تم الحديث عن أن بوارج أمريكية تتحرك قرب السواحل المصرية وكأنه ليس وطنهم! وكأن من فى السلطة الان محتل أجنبى !.

وبكل أسف كان من الشخصيات الاخوانية الذى لم يتصدَ يوما ولو بكلمه واحدة لدويلة قطر رافضا تواجد قاعدة عسكرية على أرضها مع أنه يعلم أنها مسلطة على رقاب العرب ككل ولحفظ أمن اسرائيل ولكنه عندما خرج الشعب المصرى عن بكرة ابيه رافضا الحكم الذى كان قائما خرج هذا العالم الكبير ويطلب صراحة من مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة وأمريكا والغرب بأن يتدخلوا فى مصر ليعيدوا الامور الى ما كانت عليه قبل 30 يونيو ولم يكتفِ بذلك بل كان يحرض الجنود وصف الضباط والضباط على عدم تنفيذ اوامر قيادتهم بالاضافة الى الفرق التمثيلية التى كانت تؤدى دورها بخيبة بالغة كادعائهم بأن ضباطا انشقوا عن القيادة ومتواجدين معهم على منصتهم وبالقطع كان هذا افكًا ومحض افتراء لا ضابطا تمرد على قيادته ولا جنديا رفض أن ينصاع للاوامر وأداء الخدمة لان الفارق الهائل بين هؤلاء وبيننا هو معنى الوطنية التى لا يعرفون لها طريقا فنتيجة خروجهم من الحكم لا يبالون اذا ما انهدمت الدولة وقتل الآلاف وأصبح ما يحدث فى سوريا الان هو حال مصر.

ويتم تحقيق المراد بأن يتم تقسيم الشرق الاوسط من جديد .. فلقد تم تفكيك العراق والسودان وسوريا ولبنان وليبيا وكان على رأس هؤلاء الجيش المصرى الذى كان يراد له التقسيم والتفكيك لكى تصبح اسرائيل أكبر قوة فى الشرق الاوسط . ولكن تم القضاء على هذا المخطط الذى كانت اطرافه كثيرة بداية من أمريكا الشيطان الاعظم والكيان الصهيونى بالشراكة مع الدوحة والآلة الاعلامية الهدامة التى تمتلكها، وهى التى اسهمت اسهاما بالغا فيما حدث فى العالم العربى بحجة حرية الرى ودعم الديمقراطية.

وكان لى أنا شخصيا حوار مع مندوبة للشيخة موزه فبراير 2012 وهى ممثلة لمنظمة مجتمع مدنى ترفع شعار دعم التحول الديمقراطى .. فما رأيته من بذخ مثير للشكوك جعلنى أناقشها فى هذا الامر .. وانتهى الحوار الذى امتد قرابه 15 دقيقة الى أن قطعت كلمتها وخرجت غاضبة (فاقد الشىء لا يعطيه ).
والطرف الاخير جماعة الاخوان وروافدها فى الداخل .

والآن وبعد ان قضينا على هذا المخطط وتم استعادة الدولة وإلى حد كبير استقرت الامور كانت الدعوات للتصالح مع الاخوان لكى ينخرطوا فى الحياة السياسية وباءت كلها بالفشل .. ففى كل مبادرة يعودون للمطلب الوهمى وهو عودة الشرعية فى استهانة بالدولة المصرية وبالشعب ومازالوا يخربون يوما تلو الآخر ويحرضون ويقتلون دون رادع من ايمان او وطنية .

اما وأن الامر كذلك ولا تريد الجماعة ان تلتزم وتقبل خارطة المستقبل وتحاول ان تخلق من الدولة دولة فاشلة فقد بات الحديث عن المصالحة مرفوضا شعبيا وغير مرحب به مؤسسيا .. فبعد ان نرى جماعة كل همها ان تحصل على السلطة وفى سبيل ذلك تنشر الاخبار الكاذبة عن الاقتصاد والافلاس وتعطل المرور وتعطل العملية التعليمية وتسب الرموز الدينية الاسلامية والمسيحية وتنال من الجيش والشرطة والقضاء والاعلام فإننى أرى كما يرى غيرى الكثير ان لم تستجب جماعة الاخوان لخارطة المستقبل وتتم محاسبة من أجرم منهم وأعلنوا صراحة اعتذارهم للشعب المصرى عن الفترة التى حكموها .. فإن اقصاءهم من المشهد السياسى بات واجبا حفاظا على الدولة ومؤسساتها.
الجريدة الرسمية