رئيس التحرير
عصام كامل

دالدر: قرارات التجسس الحاسمة لا تُترك للأجهزة الاستخباراتية

 ايفو دالدر السفير
ايفو دالدر السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلنطي

رأى إيفو دالدر السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في مقال للرأي بصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية اليوم (الإثنين) أنه يتعين على القيادات السياسية تقييم المنافع والتداعيات المتوقعة قبل اتخاذ قرار بجمع معلومات سرية حول قادة دول حليفة لهم، موضحا أن أمورا كهذه لم يكن ينبغي أن يترك القرار فيها لضباط أو أجهزة استخباراتية. 

وقال دالدر الرئيس الحالي لمجلس شيكاغو للشئون العالمية، إن الزعماء الأوربيين أعربوا عن صدمتهم جراء اكتشافهم تجسس دول صديقة على بعضها البعض بعد التسريبات الأخيرة عن تنصت الولايات المتحدة على الهواتف المحمولة لزعماء أوروبيين، مشيرا إلى أن مصدر هذه التسريبات ربما يكون نفس المصدر الذي سرب لوسائل الإعلام والصحف في وقت سابق من العام الجاري معلومات بخصوص عمليات المراقبة السرية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية للهواتف والإنترنت داخل الولايات المتحدة في إطار الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب. 

وقال دالدر ساخرا، إن التنصت على هواتف زعماء العالم لا يخدم الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب من قريب أوبعيد. 

وأضاف دالدر أن الحكومات لديها الحق في جمع البيانات بشكل روتيني حول أنشطة وتوجهات الحكومات الأخرى، حتى الحلفاء والدول الصديقة، لكن ذلك يكون من خلال الدبلوماسيين لكي يساهموا في مساعدة بلادهم على فهم ما يحدث في البلدان التي يعملون بها. 

وأضاف أن الملحقين العسكريين في الدول الأجنبية منوط بهم معرفة قدرات القوات المسلحة لدى الدول الأخرى بينما الهدف من نشر ضباط المخابرات في البلاد الأخرى هو جمع المعلومات الاستخباراتية حول البلاد التي يعملون بها.

وقال دالدر إن الدبلوماسيين والملحقين والجواسيس يتعاونون بطبيعة الحال أيضا مع نظرائهم في الدول الحليفة بشأن العديد من القضايا؛ كتبادل المعلومات بشأن التهديدات الإرهابية والمخاطر الأخرى، بما في ذلك المعلومات التي حصلوا عليها خلال مدة خدمتهم في الدول المضيفة لهم. 

وأوضح دالدر إنه خلال سنوات عمله كسفير لدى الناتو قضى وقتا ليس بقليل في الحديث والاستماع إلى أصدقائه في محاولة منه لفهم مواقف الدول الحليفة وحتى الانقسامات بداخلها وفهم القضايا الخلافية مثل مستقبل القوات في أفغانستان والرأي في العمل العسكري في ليبيا وأنه في اتصالات سرية بواشنطن نقل هذا التصور الذي خلص إليه وعلى هذا الأساس تصيغ الولايات المتحدة سياستها بما يصب في مصالحها وبما يجعل دول التحالف تدعمها بوجه عام وانه لم يكن الوحيد الذي يفعل ذلك بل كل سفير من سفراء الدول في الناتو كانت مهمته " جمع المعلومات".

وأشار دالدر أن القضية ليست هل ينبغي للحكومات أن تجمع معلومات عن بعضها البعض أم لا، لأن الحكومات تفعل ذلك ويجب أن تفعل ذلك لكن القضية تتعلق بطريقة جمع هذه المعلومات.

وفي الختام قال دالدر " الحقيقة.. أنه إذا كنا نستطيع فعل شيء ما.. فهذا لا يعني بالضرورة أنه يتعين علينا فعله".
الجريدة الرسمية