"واشنطن بوست" تطالب بإعادة هيكلة المساعدات الأمريكية لمصر

قال الكاتبان ستيفن مكينيرني وكول بوكينفيلد في مقال للرأي بصيحة وشنطن بوست الأمريكية أن الإدارة الأمريكية يجب أن تعقد نقاشا بمشاركة نظيرتها المصرية للبت في أمور المساعدات العسكرية لمصر نظرا للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر.

وأوضح أنه بالرغم من امداد دول الخليج لمصر مؤخرا بالأموال التي تحتاج اليها ولكن ذلك يحل الأزمة مؤقتا، كما أنه لن يشجع الإصلاح على المدي الطويل الذي يستلزمه الاقتصاد المصري ليتعافي من جديد، ولذلك يجب على الولايات المتحدة ملء هذا الفراغ وتقديم الدعم للتنمية الاقتصادية المستدامة والإصلاح المؤسسي والمدني المستقل.

وقال الكاتبان إن الإدارة الأمريكية وصفت قطع المعونة بأنه رسالة واضحة لما تريده الولايات المتحدة من مصر ويرى الكاتب أن معها الحق في أن تظن ذلك لكن العلاقات المصرية الأمريكية في حاجة ماسة إلى تحول خطير، حيث إن خطوات الإدارة الامريكية ستحدد أولوياتها على المدى الطويل، حيث تستطيع أمريكا استعادة نفوذها في المنطقة وعودة ثقة الشعب المصري بها فقط من خلال الوصول إلى اتفاق.

ولفت المقال إلى أن قرار الولايات المتحدة الأخير عزز شكوك المصريين حول نفاق سياسة الولايات المتحدة، كما أن المجتمع الأمريكي قد هاجم هذا القرار، حيث إنه يري أن ذلك لن يؤثر على قادة الجيش بمصر، كما أن من شأنه تقليل نفوذ أمريكا بمصر، موضحة أن مساعدات أمريكا لمصر في هيكلها ومضمونها هو مجرد بقايا من الماضي، حيث كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة ومصر عام 1979، ولكنها الآن بعيدة تماما عن الواقع.

وأكدوا أن الولايات المتحدة على مدى حكم مبارك لمصر إلى الحكم العسكري إلى مرسي فشلت في التكيف أو التشبث بسياساتها بمساندة مجموعة ضيقة من الجهات الفاعلة في الحكم في مصر في الوقت الحالي في حين تسعى للتأثير فى الأحداث فقط من خلال تقديم بعض التوسلات المهذبة.

ولفت الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة إذا أرادت إصلاح علاقاتها المدمرة مع مصر فإنها يجب أن تصلح نهجها السياسي الفاشل، حيث أدت مواقفها بتأييد الجهات الفاعلة غير الديمقراطية لعقود بعيدا عن مبادئها في فقدان تام لمصداقيتها بالمنطقة وربما يستغرق ذلك سنوات ولكن يجب البدء في فورا، حيث يعد تغيير طبيعة وهيكل المساعدات الأمريكية الخطوة الأولى الأهم في هذه العملية الإصلاحية.