رئيس التحرير
عصام كامل

مثقفون: فكرة عام الثقافة العملية "نخبوية" وإهدار للمال العام

 المركز القومى للترجمة
المركز القومى للترجمة

يعتبر المركز القومى للترجمة أحد روافد الإنتاج الفكرى، والذي من المفترض أن يسعى إلى تنمية الوعى الثقافى للجمهور، من خلال إصداراته الشهرية التي تهتم بترجمة الكتب الأدبية والتاريخ والسياسة، وسط تجاهل بقصد أو دون لكتب الفيزياء والكيمياء والبيولوجي وعلوم الكمبيوتر، والفضاء وكل ما له علاقة بالكتب العلمية.
 
وجاء اختيار القومي للترجمة 2014 ليكون عام الثقافة العلمية ليطرح التساؤلات حول قدرة المركز على نشر الثقافة العلمية ومدى امتلاكه ترجمات علمية جديرة بالنشر.

من جانبه أكد الكاتب والروائي زكريا عبدالغني أن الثقافة العلمية بمصر تعاني نوعًا من "التخلف"، لافتا إلى أننا في حاجة إلى نشر هذا النوع من الثقافة في ظل النقص الحاد الذي تعانيه المكتبة العلمية في الكتاب العربي.

وأشار عبدالغني إلى أننا فى أمس الحاجة لإصدار كتب علمية لتعويض العجز الموجود في المكتبة العربية.. موضحًا أن خريج الجامعة يحفظ العلم الذي درسه لكنه لا ينظر له نظرة ثقافية واسعة، فهناك طبيب متخصص في مجال ما لكنه ليس مثقفًا طبيًا. 

بدوره يرى الشاعر إبراهيم داوود أن الثقافة العلمية فكرة نخبوية، فمنذ إنشاء القومى للترجمة وأعماله تتجه للنخبة فقط دون الوصول للمواطنين المتعطشين للثقافة، ولا يعلم المواطن العادى عن أنشطته شيئًا، مما يعد إهدارًا للمال العام.

وشدد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، على ضرورة أن تستعيد بيوت الثقافة المنتشرة في كل أنحاء الجمهورية دورها في نشر الثقافة بين المصريين. 

وأضاف عصفور أن مسمى الثقافة العلمية موجود في مصر بشكل كبير، ولدينا ما يقرب من خمسمائة بيت ثقافى منتشر في كل أنحاء الجمهورية، مؤكدًا أنه من المفترض أن أي أعمال تنفذ بأموال الشعب، لابد أن يعلم عنها المواطنون كل شيء، فالثقافة العلمية موجودة لكن في إطار ضيق ولا يستفيد منها أبناؤنا المهتمون بالعلم، والاهتمام بها مهمة وزارة البحث العلمى وليس الثقافة أو المركز القومى للترجمة.

واعتبر الفنان التشكيلى محمد عبلة أن اختيار القومي للترجمة 2014 ليكون عام الثقافة العلمية خطوة جيدة ستستفيد منها وزارة البحث العلمى والجامعات والمدارس، خاصة أن المركز قام بنشر عدد قليل من السلسله العلمية الفترة الماضية واهتم أكثر بالمؤلفات الأدبية والتاريخية.

وطالب عبلة القومي للترجمة أن يهتم بالإعلان جيدًا عن أعماله، كى تصل للمواطن العادى، لافتًا إلى أن المركز متخصص في الترجمة للمجتمع كله وليس للنخب فقط ، بحسب كلامه.
الجريدة الرسمية