رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة في زنازين القذافي ! ( 5 )


في أربع حلقات سابقة.. وبمناسبة الذكرى الثانية لرحيل القذافي.. تناولنا قصة شهيرة وقعت قبل سنوات أثناء عودتنا مع وفد مصر المشارك في تونس بالمخيم العربي للشباب القومي.. الذي يقام كل عام في دولة عربية مختلفة.. حيث تعرضنا لتفتيش غبي أدى إلى صفعنا أحد الضباط الليبيين بالقلم بعد اعتدائه على الزملاء.. وتحول الحادث إلى قصة كبيرة شهيرة تدخل فيها القذافي وأرسل وزير العدل للاعتذار ومندوب اللجان الشعبية لدعوتنا إلى احتفالات الفاتح.. القصة طويلة وتستلزم قراءة المقالات الأربعة.. لنعرف التفاصيل ولنفهم سر إجابة قيادي بالحزب الناصري عن السبب لعدم صدور بيان يدين العدوان علينا.. والذي أدى إلى دخولنا المستشفى بكسور وجروح ومعنا رئيس الوفد وكان الأستاذ ياسر عبد الجواد المحامي والحقوقي البارز.. فكانت إجابته أننا قبلنا التعويض هناك.. وعندما اندهشت من إجابته ونفيت ذلك تماما.. سألني: " كنت أنت في الزنزانة ومنها إلى المستشفي.. فربما فعل غيرك ذلك؟" نفيت ذلك تماما.. وقلت إنه من المستحيل أن يحدث ذلك فقد كان الكل في المأساة الكبيرة.. وإلا عليك بالدليل..!


عدنا بالذاكرة للوراء.. تذكرنا الآن سر إصرار مدير أمن بنغازي على أن نتسلم بدلا للعلاج وكان مبلغا بسيطا بلغ مائة دينار ليبي انفقنا أكثر منها في المستشفى.. وبالسؤال أبلغنا مصدر "مجرب" أنه من المؤكد أن مدير الأمن استغل توقيعكم على إيصال الاستلام ووضع صفرا أو صفرين أمام المبلغ.. لأن حالتكم لم تكن تسمح لا بمراجعة الإيصال ولا بطلب كتابة المبلغ بالحروف!

وهكذا يبقى السؤال المنطقي.. ماذا نريد أن نقول في سلسلة المقالات هذه؟ الإجابة: نريد أن نقول إنه كان كثيرون ممن حول العقيد إما فاسدون أو مجرمون.. وإن كنا هاجمنا القذافي في عدة مقالات بجريدة "الأحرار" استفزت عددا من رجال النظام الليبي كان من بينهم الصحفي الليبي يوسف شاكير.. واشتبكنا طويلا.. حتى جاءت أزمة أسلحة الدمار الشامل ضد ليبيا ولم نتحمل هجمة الغرب على ليبيا العربية.. فتحولنا على الفور للدفاع عنها.. واستمر الحال كذلك ومرت الأيام وجاء العدوان الغربي الأخير على ليبيا.. لم نصدق أي مقولة من مقولات واختراعات الإعلام الأمريكي.. فلا الرجل استعان بمرتزقة ولا هو كان يقتل شعبه.. وتكشفت الأمور وأسرارها ومنها أن أول من بدأ إطلاق النيران مجموعات إرهابية عدد كبير منها لم يكن من ليبيا فعلا.. إلا أن الدهشة الحقيقية أننا ونحن قد تم الاعتداء علينا وحشيا وكانوا يريدون قتلنا اخترنا أن نقف إلى جوار ليبيا العربية.. بينما كل زوار ليبيا من سياسيين وكتاب وصحفيين كبار.. وكل زوار ليبيا طوال سنوات طويلة من أحزاب وهيئات.. وكل أصحاب العلاقات الطويلة معها ومع نظامها كانوا أول من هاجم القذافي وأول من أدان ما اسموه قتل القذافي لشعبه!!!! وكأن على رؤوسهم ألف بطحة وبطحة.. وهو مثل عربي شديد العبقرية!
واليوم وقد أصبح القذافي ونظامه في ذمة التاريخ.. يمكن أيضا القول إن ليبيا التي عرفناها انتهت ولا وجود لها.. وهي فعليا قسمت إلى ثلاث دول فضلا عن الإمارات الصغيرة لميليشيات الإجرام الإرهابية.. التي تعتدي على ليبيا كلها ومن فيها وليس فقط على وفد سياسي شبابي كان يوما عابرا من هناك!!
الجريدة الرسمية