رئيس التحرير
عصام كامل

أرجوزات السياسة والفن والإعلام


ما هذا العبث الإنساني الذي نعيشه اليوم.. أصبحنا نعيش في عالم اللا قيم واللامبادئ.. وصل بنا الحال أن يكون نجومنا في كل المجالات تقريبًا من عديمى الموهبة.. وبرامج التوك الشو لا تقدم إلينا إلا كل ما هو سخيف وعديم القيمة.

نعم هناك علم صناعة النجوم والنجومية هي حالة يصنعها الجمهور فما بين النجومية والجمهور.. هناك أشخاص تعبث في الذوق العام للناس وتؤهلهم إلى قبول كل ما يعرض عليهم فماتت المثل العليا وأصبحنا نعيش حالة من الاستغراب والاستهجان وازدراء الفن الراقي والعلم والعلماء فأصبحنا ننحدر بحالنا في منحدر يعلم الله وحده سينتهى بنا إلى أين.

وهذا الشخص السخيف الذي يثير اشمئزازي ذكر اسمه وبرنامجه التافه الذي يعتمد على المونتاج وأخذ الكلام من سياقه لتشويه صور الأشخاص من أجل إضحاك الناس فزادت نجوميته.. فهو لم يقدم فكرة جديدة مبتكرة يرتقى بها بالذوق العام المصرى، ولكنه نسخ فكرة جون إستوارت الأمريكي وقدم لنا برنامجه كنسخة مترجمة من برنامج الرجل ولأنها فكرة جديدة على الشعب المصرى واستخدمها لتشويه شخص أراد وهو وجماعته تقسيم مصر وإهانتها فأسعدت الجمهور وتقبلها.

ولكن هذا الشخص الفاشل في الطب ثقيل الدم تصور بخياله المريض أنه يمكن أن ينال من قدر وقيمة الفريق عبد الفتاح السيسى في قلوب الشعب ففقد جمهوره وحفر بنفسه قبر نجوميته الزائفة.. وأقول زائفة بملئ في لأنه عندما حاول تقديم نسخة من برنامج النجم الكوميدى الموهوب حقًا الفنان أحمد آدم (آدم شو) الذي صوره في تركيا لزرع الغيرة في نفوس الشعب والمسئولين لنصبح مثل تركيا في رقيها ونظافتها وما إلى ذلك، فكان برنامج له هدف سامى يقدمه فنان يعرف كيف ينحت في قلوب الناس حبهم له.. إلا أن النسخة المشوهة للبرنامج التي صورها هذا المدعى باسم يوسف في أمريكا كانت فاشلة بكل المعانى والمفردات فعاد إلى أسلوبه الأول.. ولكنه هذه المرة كانت إسقاطاته القذرة لم تجد من يتقبلها ولفظها الجمهور وسببت له غثيان وغضب لأنه هذه المرة أراد أن يحط من شأن بطل حقيقي وليس مزيفا وأن ينال من جيش مصر العظيم فانقلب الناس عليه كرهًا واشمئزازًا وليس عليه فقط بل على القناة التي يقدم برنامجه من خلالها.

يا أيها الشخص السخيف سأقدم لك نصيحة إذا أردت أن يكون لك شأن في مصر اعتذر أولًا لكل الشعب المصرى ولن نقبل اعتذارك وحاول أن تبتكر فكرة أخرى لبرنامجك.. لأنه ومن المؤكد كما فقدت مهنتك كطبيب لأنه بالطبع من سيأتمنك على حياته أيها الجراح الفاشل الساخر فليس أمامك اليوم غير مهنتك الإعلامية هذه فحافظ عليها.

وأتمنى أن يكون هناك في مصر رقابة لديها مقايس ومعايير للبرامج التي تقدم للمصريين وإلغاء البرامج التافهة التي تسخر من الناس مثل برامج الكاميرا الخفية وبرامج المقالب المفركة التي انتشرت وزادت عن حدها لأننا نريد أن نبني مجتمعًا نقدم فيه القدوة والمثل العليا لا نقدم فيه نجوم صُنعت نجوميتهم بلا أي مؤهلات من أي نوع ونراه في كل برامج التوك شو يسأله المذيع لكونه نجم فقط عن السياسة والاقتصاد والمجتمع ونفاجئ بإجابات تافهة لا علاقة بها بالسؤال.. ويعيش الناس حالة من الغيبوبة ويزداد إحباط أصحاب المواهب الحقيقية.

أناشدكم الرحمة بمصر فقد سَقِمنا التفاهة من أراجوزات السياسة والفن والإعلام في وطن كُتب عليه أن يعيش مريضا بتلك الأرجوزات فمتى سنتعافى ونقضى على هولاء لبناء جيل جديد على قيم ومثل راقية، لك الله يامصر.
الجريدة الرسمية