إنجازات إخوانية لا تنسى

أردت أن أبدو محايدا عندما سألت بإحدى الفضائيات: ما هى الأهداف التى حققتها ثورة الخامس والعشرين من يناير وما هى الأهداف التى لم تتحقق؟.. ظللت أعصر ذهنى لعلى أجد شيئا قد تحقق فلم أجد، وبينما كنت أحاول أن أقول كلاما مرصوصا من عينة "الرؤية الاستراتيجية والرؤية السطحية.. لا ينبغى أن نجلد أنفسنا.. نتائج الثورات لا تحتسب هكذا بالقطعة". وأنا وسط بحر من "التهتهات"، وسيل من "الرؤى"، وأمواج من سلسلة "ينبغى"، الشهيرة قررت أن أعود بالسؤال إلى المذيع فقلت: فلنستعرض شعارات الثورة..
وقلت أولها "عيش"، فهل انتهت طوابير العيش لو كنا نقصد بها رغيف الخبز؟ ألم يمت أناس فى الطوابير بعد الثورة؟ فأجابنى المذيع على السؤال الأول بالنفى وبالإيجاب فى السؤال الثانى، وقبل أن يستفيق ويعاود توريطى بأسئلة مدهشة كما هى حالة الأوضاع بين تيارات الإسلام السياسى باغته بسؤال آخر: نأتى إلى الحرية.. هل تحققت الحرية؟ فرد بسرعة طبعا تحققت فالكل يعبر عن رأيه بشجاعة وبصراحة تقترب من حد الفوضى فأردفت قائلا: ألم تغلق قنوات فضائية؟ ألا يحاكم صحفيون بتهمة إهانة مرسى؟ ألم يفصل رئيس تحرير جريدة الجمهورية لأنه قال رأيا مغايرا؟ ألم تحاصر مدينة الإنتاج الإعلامى؟ ألم يعتد على صحفيين؟ وكان الرجل عقب كل سؤال يومئ برأسه فى إشارة لا تحتمل التأويل.
قلت له: "ولكن دعنا من العيش والحرية ولنأتى إلى العدالة الاجتماعية.. هل تحققت العدالة الاجتماعية؟ هل تم تحديد المسافة المالية بين أعلى مرتب وأقل مرتب فى مصر؟ هل وضعنا حدا أدنى للرواتب؟ هل أكل الفقراء وشبعوا؟ هل عالجنا المصريين من أمراضهم؟ هل أتحنا مساكن للمشردين وقاطنى القبور وموتى العشوائيات؟ وكان المذيع يجيبنى بشفافية تامة فى كل استفهام بالنفى.
قلت: وحتى نكون منصفين لابد أن نتحدث قليلا عن جماعة الإخوان ورئيسها محمد مرسى وما حققوه لمصر والمصريين، ونأتى للجديث عن الكرامة الإنسانية.. ألا ترى معى أن المصريين يسحلون فى اليونان والسعودية ومعظم بلدان العالم كما كانوا يسحلون من قبل؟ ألا تتفق معى أن التعذيب مستمر فى أقسام الشرطة؟ ألا ترى أن مجرد عدم الإحساس بالأمان يرتبط بالكرامة الإنسانية؟ ألا ترى أن قرار الإخوان بفض اعتصام الاتحادية بالقوة وقتل عدد من أولادنا لم يفعله النظام السابق؟ وكان المذيع أمينا معى فى إجاباته متفقا مع كل ما طرحته من استفهامات لا تحتمل التأويل.
فى نهاية الحلقة قال المذيع: ولا يسعنا إلا أن أشكر ضيفى فى الاستوديو عصام كامل، فقلت بل أنا الذى يشكرك فقد كنت ضيفا عزيزا على قلبى طوال الحلقة!!