رئيس التحرير
عصام كامل

سفيرنا النائم في واشنطن!


صدمني ما قرأته في الواشنطن بوست الأمريكية.. صدمني أكثر أنني لم أجد ردا من السفارة المصرية على مجموعة الافتراءات والضلالات التي غمس فيها الكاتب جاكسون دايهل عقله، ثم راح ينفثها تحريضا على مصر، عبر صحيفة قريبة من دوائر طبخ القرار في الإدارة الأمريكية.. الكاتب هو نائب رئيس صفحة المقالات الافتتاحية، وهو معني بالشرق الأوسط، وفي القلب منه ما يجري في مصر.


والمزعج أنه متجه إلى اتجاه واحد، هو أن السيسي استولي على الحكم، ومن ثم استخدم الكاتب العبارات التالية في مقاله بالعدد الأخير بتاريخ 16 أكتوبر:"أيمن نور تم نفيه "، "حكومة السيسي"، " البرادعي تقاعد في بيته في فيينا"،  "حتي أسماء محفوظ طردوها من الكويت"! "الشهر الماضي أغارت قوات الشرطة على مقار 6 إبريل، الشباب الذي أشعل ثورة 25 يناير، وألقي القبض على كثير من أعضائها"!! ويبكي الكاتب بتوجع على القبض على أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط المعتدل والبديل لحزب الإخوان! ثم يري أن حكومة السيسي "تستهدف النشطاء من الليبراليين، والعلمانيين"..

مؤدى كلام الكاتب أن في مصر حكومة يرأسها السيسي، وهذا إفك وتضليل للقارئ الأمريكي، ومؤدي الإفك صناعة رأي عام يضغط على القرار الرسمي الأمريكي المتحفز أصلا لثورة الـــــ 33 مليونا ضد الفشل الإخواني والجهل الذريع!

يتجاهل الكاتب الحكومة المدنية والرئيس المؤقت، ويتعمد ذرف الدموع على شخصيات انحسرت عنها ورقة التوت، فانفضح موقفها الوطني أو قل اللا وطني، من نفي أيمن نور؟ هو نفي نفسه! من طرد بنت محفوظ من الكويت؟ باعتراف الكاتب.. الكويت طردتها لا مصر، من أجبر البرادعي على البقاء في بيته؟ هو ليس في بيته، هو زي الجن في أوربا يقاتل وطنه من تحت لتحت، سوسة صبورة ذات دأب على النحر والتخريب! هو من قفز من السفينة وهو من كبار قادتها، وسط العواصف، مقال افتتاحي لكاتب مرموق مؤثر لا ينبغي غض الطرف عنه..

على السفارة المصرية في واشنطن أن يتحرك سفيرنا فيها فورا للرد والدحض والتفنيد وإظهار الحق وإسكات الباطل، الصمت المصري إعلاميا هو ضلوع في بث الترهات والضلالات ضد القرار الوطني المصري، أنتظر من الخارجية المصرية ردا عاجلا على الكاتب أبو عين واحدة.. إخوانية.. الآن.. يعني الآن.
الجريدة الرسمية