رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة فى زنازين القذافى ! ( 4 )


كان المصريون ببني غازي قد عرفوا بما جري.. واعتبروه إهانة لهم.. فتجمعوا في موقف سيارات الأجرة ببني غازي وبعضهم سبقنا على المستشفي ووجدناه هناك في استقبالنا مع باقي أعضاء الوفد المصري.. انتهي الأمر بالجبس في يدي بعد ثبوت وجود كسر بها وغيارات لي وغرز وغيارات للأستاذ ياسر عبد الجواد المحامي والحقوقي المعروف رئيس الوفد المصري..


بينما على الجانب الآخر، كان العقيد القذافي قد عرف بالأمر.. فأرسل على الفور وزير العدل ومعه أيضا مدير أمن بني غازي.. كان لابد أن يكون اللقاء في موقف سيارات الأجرة نظرا للتجمع الحاشد للمصريين هناك.. جاء الوزير والمدير.. اعتذرا نيابة عن القذافي.. وعن الشعب الليبي.. وأقسما برأس جمال عبد الناصر لينول من تسبب في ذلك العقاب.. وأقرا بأنها ليست المرة الأولي التي يتم فيها مثل ذلك.. ووعدا بأن تلحق بنا إلى القاهرة نتائج التحقيقات.. وكان ذلك في خطبة علنية أقرب إلى الاحتفال أمام حشد جماهيري مصري ليبي كبير.. والأهم أن أمين اللجنة الشعبية ببني غازي وكان قد حضر هو الآخر وكان أهم من وزير العدل في البروتوكول الليبي، وقدم إلينا دعوة العقيد القذافي للبقاء في ليبيا حتي حضور احتفالات الفاتح من سبتمبر، وكان قد تبقي لها أيام معدودة.. وأن الأمر متروك لنا لقبول الدعوة والإقامة كاملة والانتقالات أيضا..!

كان الخروج من ليبيا بعد ما جري حلما ورجاءً.. وأملا وهدفا في ذاته.. كانت الساعات المتبقية حتي نري الحدود المصرية كدهر كامل.. قطعها الأتوبيس وكأنه لا يتحرك.. تولي أمر رعايتي طوال الرحلة الطويلة كريما مشكورا الأخ العزيز يوسف مطر.. المحاسب الخلوق المحترم الذي كان حتي يساعدني على كل شىء بما فيها تناول الطعام.. فقد راحت السكرة وجاءت الفكرة وكل الآلام ظهرت فجأة وبدأنا نشعر بها جميعها.. ويوسف هو ابن شقيقة القيادي الناصري البارز المهندس على الهادي.. وهو من شباب بنها الرائعين..

في القاهرة استقبلنا رئيس الحزب وقياداته.. وفي عتاب جانبي مع القيادي الناصري عضو مجلس نقابة المحامين السابق سيد شعبان عن عدم صدور بيان إدانة من الحزب لما جري.. قال ضاحكا: "لأنكم قبلتم التعويض"! 

قلت: "تعويض..؟؟؟ لا.. لم نقبل أي تعويض على الإطلاق وسألته عمن الذي قال له ذلك.."، قال: "معلوماتي عكس ذلك.. وأنكما حصلتم على مبلغ كبير من المال"!.. وانتهي الحوار إلى مفاجأة مذهلة وخطيرة لم يتوقعها أحد على الإطلاق.. ولكن إلى الجزء الأخير غدا إن شاء الله..
الجريدة الرسمية