قتلوا مريم العذراء
قتلوك يا مريم على باب الكنيسة.. قتلوا الرحمة والتسامح.. ذبحوا عرسا على ترانيم الفرحة.. فهل رأيتم يوما شياطين تنزل من السماء وتسبح باسم الخالق، وتقتل وتذبح باسم الدين.. لا فرق عندهم بين قرآن وإنجيل.. ولا مسلم أو قبطى.. ولا مأذنة أو صليب..
شياطين اليوم.. هم التتار.. هم الهكسوس.. هم الصهاينة في لباس عصرى.. قتلوك يا عذراء بخمس رصاصات، فهل كانوا يخشون من طفلة؟! هل رأيتم وجه مريم؟ لقد كانت تضحك.. فهل كانت تسخر منهم؟! اختبأوا وراء أقنعة سوداء مثل قلوبهم.. عجزوا عن مواجهة عيون طفلة.. هم أجبن من أن يواجهوا ضحكاتك.. أنت أطهر منهم وأشرف ممن أرسلهم.. من قتلوا الرحمة والمغفرة وداسوا بنعالهم على كل الآيات..
لم يفرقوا يا عذراء بينك وبين الشيماء.. قتلوك وما كان باستطاعتنا إلا أن نشاهد الدماء.. سامحينى يا عذراء وأنت أيضا يا شيماء.. لا تبكى يا عذراء.. ادعى ربك أن يبين لنا أشكالهم وألوانهم.. وإن كنا نعرف مسبقا لونهم المفضل.. أسود كعلمهم.. وقلوبهم.. وجماجمهم.. لا تبكى يا عذراء..
نسألك الصفح عن عجزنا أن نحميك وأنت تضحكين، فهل تقبلين منا ذلك؟ نعلم أننا خذلناك حين كان الصمت من ذهب.. ولكننا لن نغفر لهم بعد الآن مقتلك.. ضجت المدينة بألاعيبهم.. بات الثأر في كل بيت غنيمة.. لم يستثنوا أحدا.. يرقصون كالحية فوق ضحاياهم.. ويرفعون " رابعة".. والزاهدة العابدة منهم براء.. حين نأخذ ثارك.. سندق على بابك.. ونبشرك يا مريم.. أننا تخلصنا من الوباء.. فافتحى الباب واضحكى.. فاليوم يوم عرسك.. واصعدى للسماء وأنت آمنة.. مطمئنة.. راضية مرضية.. واحلمى بنعيم الجنة.. فهناك من في السماء من يحنو عليك.. هذا عهد يا عذراء قطعناه.. أن نمسح كل الدماء.. ونجمع كل الورود ونضعها على بابك.